فيصل خالد الخديدي
نستكمل اليوم الحلقة الثانية لمكملة للمقال السابق بأن للفن مهمة الوصول إلى المطلق عند هيجل ويكمل ثالث محورين ليصل الى المطلق مع الفلسفة والدين وهو نتاج روحي يعد أرفع من الطبيعة واعتبر هيجل فنون النحت والتصوير والموسيقى أنسب الفنون تعبيراً عن الجمال.
أما نيتشة فيشترط حضور عنصر فسيولوجيا ليكون هناك فن وعمل جمالي وهو (النشوة)، والجمال والإحساس به عند نيتشة نسبي ذاتي محدود.
والفن والجمال عند وجودية سارتر يقوم على أساس الخيال والموضوعات الفنية ذاتية وتنبع من الذات العارفة وليس الواقع الموضوعي.
وحتى في الفنون المفاهيمية اختصر الدكتور يوسف غزاوي في دراسة له عن المفهومية بعض أقوال الفنانين المفاهيمين عن الفن والجمال:
- جوزيف كوزيت: الفن في معنى ما هو أيضاً (جدّي) كالعلوم والفلسفة اللذين لا يوجد لهما جمهور أيضاً, هذا شيء مهمّ أن لا يكونه حسب المعارف السابقة.
- مارسيل دوشامب «أقول فقط إنّ الفن هو وهم، والمرحلة ليست مرحلة الأعمال المكتملة، بل هي مرحلة الأجزاء».
- بروس نيومان «ما هو مهم في شرط الفنان طريقة الحياة، لأنه يمكننا في الواقع أن نقرّر كلّ يوم بيوم ما يجب عمله».
- جون بالديساري «انظر إلى الشيء كما أنك لم تره مسبقاً. افحصه بكلّ وجوهه. ارسم حدوده بنظرك أو بيدك وتشرّب منه».
- روبيرت باري «أحاول رسم ما لا أعرفه, يبدو لي مملاً رسم ما أعرفه مسبقاً, أحاول الانكباب على أشياء لم يُفكر بها الآخرون».
وبعد هذه المقولات المختزلة لبعض الرؤى للفن والجمال تاريخياً والتي تماهت بين رؤية أن الفن للفن، أو الفن للحياة، والفن فكرة قائمة على الدهشة والجمال يحضر بشكل نسبي في ثنايا الفن وحتى في تلمس الجمال في القبح، كأطر عامة أظهرت أن تراكمية المعرفة ومعارضات الرؤى ينتج عنها معرفة بديلة متى ما حضر الوعي والفكر والتمكن المعرفي لما يريد أن يقدمه الفنان من فن وجمال مبني على فكر عميق وفلسفة واعية ليست بجمال أو فن سطحي.
المراجع:
- فلسفة الفن وعلم الجمال... د.علي شناوة
- مفهوما الفن والجمال في الفلسفة الغربية والفكر الإسلامي... د.صبري محمد خليل
- الفن والجمال عند نيتشة... أحمد بادغيش
- الفن المفهومي... د. يوسف غزاوي