محمد المنيف
لاشك أن هناك قواسم مشتركة بين هيئة الثقافة وهيئة الترفيه وهيئة الرياضة، وبالإمكان أن تجمع تلك القواسم باستحداث سبل تعاون وفتح مسارات جديدة تجمع الهيئات الثلاث من خلال إيجاد فعاليات مرافقة للترفيه والرياضة بإقامة هيئة الثقافة معارض مصغرة لتسويق الكتب والأعمال الفنية بأسعار رمزية، تشجع الراغبين بالعرض، يقدم فيها دور النشر والتشكيليون والمصورون إنتاجهم، في الوقت الذي تقيم فيه هيئة الترفيه حفلاتها التي تستقبل أصحاب الذائقة الفنية؛ ليجدوا أيضا ما يشبع ذائقتهم الفكرية والجمالية بإتاحة الفرصة لتسويق الكتاب واللوحة والصورة الفوتوغرافية لتكون بمثابة النوافذ المباشرة للارتقاء بذائقة المجتمع لتصبح وجبة فكرية ووجدانية إذا ما مزج عسل الثقافة بدقيق الترفيه والرياضة واستغلت بتفعيل مدروس للفرص ستكون مجالاً لبناء المجتمع، من خلال اهتماماته، وتسهيل سبل حصوله على مبتغاه من تلك الوجبات، فكم هو جميل أن يعود الحاضر لمباراة أو لحفلة غنائية أو مسرحية وبين يديه كتاب أو لوحة أو صورة فوتوغرافية تبقي في الذاكرة ذكرى تلك اللحظات الجميلة.
فالحراك الحالي الرياضي والترفيهي وبما يتم من خلالهم من حضور جماهيري يعد فرصة كبيرة لنشر ثقافة الفنون البصرية الفوتوغرافية والتشكيلية ولإحداث مساحة من الحوار المباشر مع المبدعين، خصوصا في هذه المرحلة من التمازج بين الفنون والفعاليات التي تتعدد صنوفها وتتنوع مشاربها وفي مقدمتها الرياضة والترفيه.
لقد تجاوز الإبداع حدود المعارض المغلقة إلى الأجواء المفتوحة والمشاركة ضمن فعاليات أخرى بعيدا عن الانغلاق في معارض في صالات لا يحضرها إلا عدد محدود في أول الافتتاح، ولهذا ففي مثل تلك المشاركات الإبداعية البصرية ضمن المهرجانات الرياضية أو الترفيهية في حال انتقاء من يقدم الأفضل في نوعية الكتب أو الصور أو اللوحات ستحقق أهدافها التسويقية والثقافية، وستزيد من رغبة الناس في الاقتناء عند وجود تلك الأعمال في محيط الفعاليات التي يتدافع عليها الحضور لا نجد اختلافا في أهدافها بقدر ما تجمع العقل بالوجدان وتضفي وهجا على وهج، فوجود الفنون بالقرب من بعضها البعض يزيدها التحاماً ويضفي مذاقاً لا يمل أو يحدث نشازا. وجهة نظر آمل أن تجد التأييد من الأطراف المختصة والمتخصصة.