أ.د.عثمان بن صالح العامر
هذه حكمة لزميل عزيز علي، كثيراً ما كررها في جلساته ولقاءاته الخاصة والعامة، واستشهد عليها بمقطع فيديو يحتفظ به في جواله الشخصي ، يحكي هذا المقطع قصة رجل مسن ما زال يمارس الرياضة رغم تقدم العمر به، الأمر الذي جعله يعيش حياة طبيعية، ويمارس رياضة شاقة لا يستطيع من يصغره أن يتحمل صعوبتها، ويعلل صاحبي هذا الأمر بفلسفة فحواها: «واعلم أنك متى استسلمت للعمر إذا تقدم، وأإقنعت نفسك أنك كبرت فسوف يتبرمج عقلك الباطن أنك كبير، ولن تؤدي أعمالك التي كنت في سن الشباب تؤديها، ومتى ما برمجت عقلك الباطن أنك مازلت صغيراً فسوف تقوم بأعمال الشباب حتى وإن كنت شيخاً كبيراً».
يرتب صديقي العزيز على هذه المقولة المدعومة بالدليل المبني على «برمجة العقل الباطن» عدة أمور يجزم هو بأهميتها في هذا الزمن بالذات، أمر عليها سريعاً دون تعليق أو حذف وإضافة مخافة الإطالة:
* اهتم بنفسك ولا تقدم عليها غيرك مهما كان هذا الآخر مهماً في ميزانك، البس أجمل الثياب، أزل بياض شعرك بالسواد واختر أجود وأفضل الأصباغ، اجعل لك اشتراكاً في نادي (جِم gym )، مارس السباحة بشكل منتظم فهي تبعث الراحة الجسدية والنفسية، سافر، استمتع، اجعل لك أصدقاء تجد الراحة والأنس بهم بعيداً عن روتين العمل ومشاقه.
* لا تعطِ مواضيع الحياة وعوارضها أكبر من حجمها الطبيعي، فهي مجرد حوادث عابرة سرعان ما ترحل من دنياك، وإياك إياك أن تٌجر إلى معارك جانبية تأخذ من جهدك ووقتك وفكرك الشيء الكثير، وستكشف لك الأيام أنها لا تستحق كل هذا النصب منك.
* ابتسم للقدر مهما كان صعباً، فأنت لا تملك إزاءه إلا التسليم والرضا، ولا تحزن على شيء فات، فالحياة ماهي إلا صفحات تطوى، حاول مع كل حدث أن تضع نقطة وتبدأ من أول السطر، وإذا كان الحدث جمًّا فاقلب الصفحة لتبدأ الكتابة بصفحة بيضاء جديدة مستعيناً بالله، وإياك إياك أن تفتر عزيمتك أو تعجز ارادتك أو تضعف قوتك أو تهون عليك نفسك لا سمح الله.
* لا تبحث عن رضا الناس كل الناس، فهذا أمر لم يتحقق لمن هو أفضل منك ولن يتحقق لأحد في هذه الدار على الإطلاق.
* لا تفكر بما مضى من عمرك، ولا تحسب الأيام واجعل قلبك حياً وروحك شبابية، وأعمر وقتك الذي تعيشه بالتفاؤل والحيوية والنشاط، وإياك إياك أن يلعب بك التشاؤم الذي هو عدو لدود للإنسان.
* مارس هواياتك ونم قدراتك واصقل مهاراتك وطور نفسك وساير زمنك ولا تقل لا أعرف، التحق بدورات تدريبية واسأل عن كل جديد، وافتح جميع منافذ المعرفة لديك لتستوعب عالم اليوم ببصيرة نافذة وعقل متقد.
* كن نسيجاً لوحدك، ولا تفكر بالآخرين، لا تكن اسقاطاتهم النفسية وأحكامهم الحدية مؤثراً على مسيرتك ومعوقاً أمام إنجازاتك، فهي مجرد انعكاسات لشخصياتهم وليست هي الحقيقة فيك كما يدعون.
* اقرأ كثيراً، واستمع للكل، واستمتع بما تحب، وتغافل وأعرض عمّا لا يعجبك، وكن مرناً مع الجميع، وأنت من يختار من المعروض ما يراه يتوافق واحتياجاته، وأنت وحدك من يصطفي من بين الجموع أصدقاءه.
طبعاً لن أحكم على هذه المقولة وأركانها، ولكنني أترك للقارئ الكريم الحكم عليها ومدى مصداقياتها وواقعيتها في ظل طبيعة كل منا وحسب ظروفه. دمتم بخير، وتقبلوا صادق الود والسلام.