خالد الربيعان
في الحياة عامة، وفي الرياضة خاصة، كل شيء يؤثر! ولا مجال للمصادفة، وتأثير الفراشة قانون ساري! تلك النظرية التي تقول إن رفرفة جناحَي فراشة يمكن أن تسبب دمارًا في أقصى أنحاء الأرض!
أشرح لك وجهة نظري: إذا فعلنا كل شيء في العملية الرياضية بشكل صحيح، ملاعب خضراء رائعة، أندية كلها تتنافس على الدوري! نعم.. أعرف أنك تريد أن تسخر مني، لكن سايرني يا أخي! المدرجات ممتلئة عن آخرها! الكرة جميلة لأقصى درجة، تم حقن جميع اللاعبين بمصل «المتعة» من البرازيل!
كل هذا ما فائدته لو جلست أمام التلفاز ومعك دلة القهوة، وفي يدك التمرة، وفجأة رميتها بغضب، وقمت بتحويل القناة التي تذيع هذه التحفة بسبب الغيظ الذي انتابك من... «معلق اللقاء»!
أتشرف بأني الكاتب الوحيد الذي أكتب عن هذا الموضوع باستفاضة من بين آلاف الكتّاب العرب! المعلق هو جناحَا الفراشة الذي أقصده! نعرف بعضهم يعشقون البريمرليج، وهو ليس به خطأ واحد! ولكن لأن الشبكة «إياها» تجبرهم على معلقين، يوصفون بأنهم وصلة تعذيب لمدة ساعة ونصف الساعة! بالتالي يغلقون التلفاز، ويذهبون لمشاهدة المباراة عبر الإنترنت بالتعليق الأجنبي في قناة «غير شرعية»! صدقني!
هل تعرفون المثل الذي يقول «أفسد الطبخة.. بسبب بعض الملح»! تمامًا هو ما يحدث؛ بالتالي لا تتوقع أموالاً ولا مكاسب من العملية الرياضية لو انصرف المشاهد، خاصة في نقطة البث التلفازي التي هي محور من محاور التسويق والاستثمار الرياضي! هذا الفرع المهم جدًّا تعتمد عليه أندية أوروبا بنسبة لا تقل عن 30 % من مداخيلها!
بالخارج هناك مدارس في التعليق، ولا يمكن السماح لكل من «هب ودب» بالجلوس أمام المايكروفون ليكون «معلقًا»! عبر اليوتيوب ابحث معي عن مقاطع كاملة لمعلقين عالميين بمعنى الكلمة، نجوميتهم تساوي نجومية لاعبين عظامًا! مارتن تايلر، أندي جراي، جيم بيجلين.. وغيرهم. أصوات رائعة، بل إنه في شبكة BBC اهتموا جدًّا بموضوع التعليق لدرجة أني سمعت بأذني «معلقة» أنثى على مباراة في كأس إنجلترا!.. فعلاً معلقة! لو كان هذا هو الحل.. فعليكم به يا قوم! فكرة القدم في خطر!
ألغاز للحل
أما هنا فحدِّث ولا حرج! لن أذكر أسماء حقيقية.. وأعتبرها ألغازًا طريفة، حلها أنت، واعرف الشخص:
حسام الشوال: «مثلاً!! أتحدى أيًّا من القراء لو جلس يتابع مباراة من تعليقه دون أن يصاب بالصداع. الرجل اعتقدت أنه يأكل نوعًا من أنواع الأدوية العجيبة ليستطيع الكلام بهذا الشكل بدون أن يسكت ولو ربع دقيقة.. ربع دقيقة لو سكت فيها راسلني أيها القارئ وأنا مستعد لعمل ما تطلب مني!».
«رؤوف خليل»: «لاااا.. شنو هذااا... معنا نيمار.. عاليسار.. واستر يا ستار..» تجد نفسك مصابًا بالانهيار العصبي والكرة ما زالت في دائرة منتصف الملعب!
«يوسف ضيف» مسك الختام: «لا تفسير عندي لوجوده كمعلق إلا أنه يهدد صاحب القناة بشيء! مستندات خطيرة.. أشرطة مسجلة! لا يمكن أن يفتح هذا الرجل فمه معلقًا أبدًا.. صاحب هاشتاق شهير على تويتر في كل مباراة يعلقها!».
أخيرًا.. لتعرفوا كم هو الموضوع خطير؛ ويستلزم وقفة.. ابحثوا على منصة تويتر بهذه العبارة: «معلق مباراة».. واقرؤوا نبض الجماهير!