البعض من الكتَّاب والمثقفين العرب ممن تحفل كتاباتهم بالحديث عن الديمقراطية المزعومة وممن يرون أن غيابها أساس البلاء في هذا البلد أو ذاك من البلدان العربية لعلهم نسوا أو تناسوا أن الديمقراطية التي يعنونها ليست إلا الديمقراطية الشكلية والمظهرية وأنهم غير معنيين بشيء غير أن يُقال عنهم إنهم من ذوي الرؤى والأفهام فيما هم في الواقع غير ذلك.. وإلا كيف غاب عنهم المعوق الأساسي للديمقراطية على فرض استجلاب الديمقراطية الغربية والمتمثِّل في تلك النسب المهولة في أعداد الفقراء والأميين مما نسبته تتجاوز الخمسين في المائة من عدد السكان في هذا البلد أو ذاك... مما لا يجعل المواطن معها أن يكون حراً ومسؤولاً عن خياراته.
وكم يكون من المناسب لو أن أولئك الكتَّاب والمثقفين قد صاروا إلى السعي لتحقيق المفهوم الملائم لتحقيق الديمقراطية من خلال الإسلام وقيمه الرائعة والمحققة للعدالة وكل أسباب الرقي والتقدّم والرفاهية بعيداً عن الحزبية والفئوية والتنظيمات التي تدعي الديمقراطية فيما الديمقراطية من غير أدبياتها كذلك التنظيم المسمى بالإخوان المسلمين وكذلك الأحزاب الأخرى مما لا يخفى مدى اختراقها من قِبل المتربصين بالأمة ومن خلال عناصر مخابراتهم، ناهيك عمَّن يقتاتون على عطاءاتهم من الخونة لدينهم وأوطانهم ممن تعشعش الأحزاب بالكثير منهم ولذلك البعض من المتاجرين بالديمقراطية نقول لهم دعوا مقولاتكم عن الديمقراطية الشكلية والمظهرية إلى ما هو الأحق وإلى ما هو الموصل بالفعل إلى مجتمعات الرخاء والسعادة والمستقبل الأفضل.