سعد الدوسري
إنَّ الأهم في التحول من الصحافة الورقية إلى الصحافة الالكترونية، هو القناعة بأن هذا الأمر حتمي، ولا يتعارض مع منطق التطور التقني العالمي. بعد ذلك، على المؤسسات الصحفية الورقية، أن تبدأ في العمل على آلية التحول، بالشكل الذي يجعل الصحيفة الإلكترونية، ضمن الفضاء الصحفي الإلكتروني، بعيداً عن القوالب الورقية، التي هي سبب فشل معظم الصحف العربية الإلكترونية. ولكي تكون الصورة أكثر وضوحاً، فإن النسخ الالكترونية المطروحة اليوم للصحف، هي مجرد ترجمة الكترونية للصحيفة الورقية، وليست صحافة إلكترونية، فيما عدا نشر الأخبار العاجلة التي بدأت بعض مواقع الصحف الإلكترونية، تتنافس على نشرها، ولكن دون وضعها في القالب الصحفي الالكتروني التفاعلي.
لقد أشرت في الحوار الذي أجراه معي الزميل ياسر العمرو، مارس 2017، وفي الحوار الذي أجراه معي الزميل يحيى الأمير، ديسمبر الماضي، أن الصحافة الإلكترونية، قادمة لا محالة، وأن الصحيفة التي ستبقى، هي تلك التي هيأت نفسها للمنافسة، وفقاً للقوالب الإلكترونية، والتي يؤكد «ستيف أوكلاند»، المدير التنفيذي لصحيفة «الإندبندنت» المتحولة للنمط الإلكتروني، أنها رفعت الإيرادات بنسبة 50 في المئة، لكونها أتاحت الفرصة للمعلنين، للاستفادة من الجمهور الرقمي المتنامي، والذي لم تعد له أية علاقة بالورق.