مهدي العبار العنزي
لم ينه سيد البشرية نبي الهدى والرحمة- صلى الله عليه وسلم- عن شيء إلا وفيه مصلحة لأمته، ومن بين الأمور التي نهى صلوات الله وسلامه عليه عنه (العصبية) وقال اتركوها إنها نتنة. ولكن يبدو ان البعض منا لم يطلع على الأحاديث النبوية الشريفة التي تجرم التعصب بكافة أشكاله وأنواعه؟ لأن الإسلام بسماحته بين مضار التعصب على المجتمعات وذلك قبل أن تعلن الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1981 للميلاد إعلانها الخاص بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز العنصري والطائفي والجنسي بـ1400 عام وأكثر: نعم التعصب ليس له علاقة على الإطلاق بالاختلافات بين الثقافات والديانات لأن ذلك امر طبيعي ولكن التعصب هو أن يرى الإنسان نفسه على حق والآخرين على باطل. التعصب هو أن تهضم حقوق جماعات وأفراد وسلبها وتجييرها لأناس آخرين. التعصب والعصبية جاهلية تؤدي إلى تفرق الأمة وتشتتها والعودة بها إلى التشرذم والصور البشعة، إذا كيف نتخلص من التعصب؟ سؤال محير جدا خاصة وأننا في كثير من مجالسنا نتعامل مع هذه الرذيلة وكأنها من القيم وتعدى ذلك إلى مواقع كثيرة ومن بينها احتفالاتنا الخاصة بالأفراح. اسمع ما يقوله الشعراء عن أمجاد قبائلهم وأنهم في المعركة الفلانية نهبوا وقتلوا فلان ذلك الفارس الذي استطاعوا قتله، واسمع قصائد أخرى تتحدث عن غزوات ومعارك وتفاخر بالأنساب وكأن البشر لم يخلقوا من طين كما قال سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- (كلكم لآدم وآدم من طين)، ووصل التعصب وبكل أسف إلى البيوت من خلال الرياضة وكذلك في بعض المهرجانات بعيدا عن هذا ولد عمي وهذا من قبيلتي؟ إذا أردنا التقليل من أضرار التعصب لابد من إفهام الناس أن ربنا واحد وديننا واحد ونبينا واحد ووطننا واحد، وبذلك نستطيع ان نحجم دور المتعصبين وأهدافهم السيئة التي تمثل معاول هدم ضد البناء الذي بنته الدولة والمتمثل في العدل والمساواة وحفظ حقوق الإنسان. وكرامته وقيمته وصيانة مكتسباته.