عثمان أبوبكر مالي
على غير المعتاد ستشهد فترة التسجيل الشتوية لأندية الدوري السعودي المشاركة في الدوري صفقات جديدة هذا الموسم، لترميم صفوفها وتقوية خطوطها، وإكمال رصيدها من المحترفين الأجانب والمواليد (غير السعوديين) والاستفادة من الوقفة الكبيرة والدعم الاستثنائي، من (الهيئة العامة للرياضة) في سابقة تاريخية لم تحدث من قبل
الهيئة تقود (الأفكار) الجديدة، وأيضا الصفقات وتتحمل مبالغها وتكاليفها (من الألف إلى الياء) لكل الأندية الثلاثة عشر (الاستثناء هونادي الاتحاد الوحيد المحروم من إكمال نصاب المحترفين الأجانب )
الميركاتو الشتوي ـ كما يحلو للبعض تسميته ـ والذي بدأ في الرابع من شهر يناير الجاري؛ سيشهد حتما صفقات جديدة وأسماء نوعية، بدأت ملامحها فيمن وصل من لاعبين، حتى الآن وما أعلن منها، وأيضا ما سرب من (مفاوضات) أجرتها بعض الأندية، والتي وإن فشل بعضها، إلا أنها تقدم مؤشرات قوية عن التوجهات التي لديها وارتفاع التطلعات والرغبات، وهذا يسجل ولاشك لهيئة الرياضة، ويؤكد الهدف من تدخلها المباشر، فهو ليس لمجرد التعاقد و(زيادة) المحترفين الأجانب لكل فريق، أو مواكبة التعاقدات التي يجريها هذا الفريق أو ذاك، انما الهدف واضح ومعلن، هو: رفع مستوى الدوري وتقوية المنافسات واستعادة الجماهير الرياضية في المدرجات، بعد الانحسار الواضح خلال الأسابيع الأخيرة وإشعال المباريات ليكون الدوري (مولع نار) بالفعل وليس بالكلام.
المنتظر أكثر ألا تكون المبالغ المدفوعة للتعاقدات الجديدة كبيرة او مبالغ فيها، فمن المؤكد ان حالات (الفساد) التي كانت تشهدها بعض التعاقدات السابقة (في كثيرمن الأندية) والتي أرهقت كاهلها ستختفي حتما، فالصفقات ستتم مباشرة وعلنا (مع النادي الذي يملك عقد اللاعب أو وكيله) وتحت مظلة الهيئة وإشرافها، وحتما سيتم الإعلان عن أرقامها (الحقيقية) الموجودة في الأوراق والعقود (الرسمية)، وحتما ستختفي ظاهرة (تعدد الوسطاء) بعد التنظيمات (الإضافية) الأخيرة لاتحاد الكرة، التي تحدد نسبة (الاستقطاع) لصالح الاتحاد من اللاعب والوسيط، ولن يكون هناك (تضخيم اوازدواجية) في العقود التي كانت (مسرحا) لبعض وكلاء اللاعبين (الوسطاء) ممن تلاعبوا بالأندية واللاعبين علنا، ومن غير رادع أو حسيب أو رقيب.
كلام مشفر
«تكفل هيئة الرياضة بالعقود الجديدة للأندية، يفرض نوعية الاختيار ودقته وينهي التعاقدات (العشوائية) التي كانت تعتمد على الأسماء أو على (نسبة) الفوائد التي سيجنيها (المستفيدون) خاصة وأن ما أتوقعه أن التعاقدات الجديدة، لابد وأن تمر على (المستشارين) الفنيين لرئيس الهيئة لإبداء ملاحظاتهم ومرئياتهم قبل الموافقة والدفع.
«سيختفي حتما (الوسطاء) وستختفي الفوائد المحمولة، التي كان يحصل عليها بعض الوكلاء من أي تعاقد تبرمه بعض الأندية، دون أن يكون لهم في الموضع (ضربة مسحة) ولن تظهر الأسماء (الوهمية)التي تعودت عليها العقود، بل ان بعض الوسطاء انتهى وجودهم في الساحة، بعد أن أصبح العمل فيها (نظيفا) وعلى بياض!
«نادي الاتحاد الوحيد الذي لن يبرم عقودا جديدة، والوحيد الذي لن يستفيد من دعم الهيئة وتحملها مبالغ تعاقدات مع لاعبين، بعد رفع النصاب المسموح به لكل فريق الى ثمانية لاعبين، وسيواصل اللعب بأربعة محترفين فقط، في وقت لن يكون بمقدوره تمديد عقود محترفيه الأجانب حاليا (باستثناء فيلانوفا) لأسباب كثيرة جدا.
«وأهم الأسباب هو بالتأكيد عدم قناعة (الغالبية العظمى) من الاتحاديين بمستوى الثلاثي الحالي منذ نهاية الموسم الماضي، وحتى لايتكرر (الاستغلال) الذي حصل في الفترة الصيفية عند تمديد عقد (الثنائي) واستغلال ذلك ضد النادي منهما ونادييهما معا.
«كارلوس أندريس فيلانوفا أصبح (أيقونة فن وقيمة إضافية ومتعة مختلفة) ليس للاتحاد وانما للدوري السعودي برمته، ولذلك فإن التجديد معه واستمراره حتى عام 2020م لا يعتبر (هدية) لنادي الاتحاد(فقط) وانما للمسابقة برمتها، رحم الله (فخامة الرئيس) احمد مسعود الذي اختاره وأصر عليه، وشكرا لمعالي المستشار تركي آل الشيخ.
«طالما ان نادي الاتحاد لن يستفيد مثل بقية الأندية الأخرى من (مشروع) دعم صفوفها بالمحترفين الأجانب (بإستثناء الهدية) فهل من تحويل وجهة الدعم لتسديد الديون التي عليها و(تصفيرها) ولو مؤقتا، ويتم استعادتها بعد صدور قرارات (ملف الهدر) الخاص به ممن أفسدوا في ميزانيته السنوات السابقة.
«خاص: ليس للكابتن أحمد العكايشي وحده، وانما لكل لاعب يرتدى القميص الأصفر، لن تكون في منأي عن النقد عند الإخفاق، لكنه نقد المحبين الذين ينتظرون الجدية والكمال، ويقدرون الاجتهاد، وشعارهم الأبدي، طالما بذلت واجتهدت فداك أي هدف بل أي نتيجة في أي مباراة.