نَخْطُو وَمَا خَطوُنا إلاّ إلى الأجَلِ
وننقضي وكأَن العمر لم يُطل
وَالعَيشُ يُؤذِنُنَا بالمَوْتِ أوّلُهُ
وَنَحنُ نَرْغَبُ في الأيّامِ وَالدّوَلِ
يأتي الحمام فينسى المرء منيته
وَأعضَلُ الدّاءِ ما يُلهي عَنِ الأمَلِ
ترخي النوائب من أعمارنا طرفاً
فنستعز وقد أمسكن بالطول
لا تَحسَبِ العَيشَ ذا طُولٍ فتركبَه
يا قُرْبَ ما بَينَ عُنقِ اليَوْمِ وَالكَفَلِ
نروغ عن طلب الدنيا وتطلبنا
مدى الزمان بأرماح من الأجلِ
سلّى عن العيش أنّا لا ندوم له
وهوَّنَ الموت ما نلقى من العلل
تدعو المنون جباناً لا عناء له
مخلاَّءً عن ظهور الخيل والإبل
ويسلم البطل الموفي بسابحة
مشيا على البيض والأشلاءِ والقلل
يقودني الموت من داري فأتبعه
وقد هزمت بأطراف القنا الذبل
وَالمَرْءُ يَطْلُبُهُ حَتْفٌ، فيُدرِكُهُ
وقد نجا من قراع البيض والأسل
لَيسَ الفَنَاءُ بِمَأمُونٍ عَلى أحَدٍ
وَلا البَقَاءُ بِمَقْصُورٍ عَلى رَجُلِ
يبكي الفتى وكلام الناس يأخذه
وَالدّمعُ يَسرَحُ بَينَ العُذرِ وَالعَذَلِ
وَفي الجُفُونِ دُمُوعٌ غَيرُ فائضَة ٍ
وفي القلوب غرام غير متصل
** **
- الشريف الرضي