فهد بن جليد
نحن معاشر المستهلكين من سيحدد اتجاه تأثير الإصلاحات الاقتصادية الجديدة على أسعار الأسواق، فما نحتاج إليه له اليوم ونتطلع إليه هو التسوق الذكي حتى لا تدخل الأسواق في فوضى الشراء بسبب العروض والتخفيضات التي يقدمها التجار، فالانجراف الأعمى خلفها يعني مزيداً من الأرباح في جيوب هؤلاء وهو ما يؤثر سلباً على المستهلكين -على المدى البعيد- فكلما شعر التاجر بتأثير الإصلاحات الاقتصادية وفرض ضريبة القيمة المضافة على مبيعاته, كلما كان ذلك في صالح المستهلك الذي سيحصل على أسعار أقل بقبول الأول نسبة أرباح أقل, والعكس صحيح, كلما شعر التاجر بأنَّ شيئاً كبيراً لم يتغير أو يطرأ على حجم مبيعاته كلما حافظ على هامش الربح الأكبر والأعلى على حساب المستهلك, وهو ما يؤكد أنَّ الكرة في ملعبنا ونحن من سيحدد اتجاه التأثير إيجاباً أم سلباً.
المَشاهد والمَقاطع التي يتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشيء من السخرية حول الأسعار المتدنية والرخيصة والمنخفضة لبعض أنواع السيارات ذات الدفع الرباعي أو الفارهة المستعملة ذات الـ8 سنلدرات فأكثر التي تستهلك بنزين 95، لا تعني نهاية المشهد أو اكتمال الصورة لتوجه المستهلك السعودي في سوق السيارات بعد تعديل أسعار البنزين, فالتخوف من انخفاض الإقبال على هذه الأنواع لصالح تلك الأقل استهلاكاً للوقود، موجود ومتوقع منذ البدية بنحو 25 في المائة, فقط لنتذكر أنَّ التعرفة الجديدة لم يمضِ عليها سوى 17 يوماً, ولا يمكن بأي حال أن نسجل ونرصد ملاحظاتنا بشكل عادل على توجه الأسعار تبعاً لرغبة المستهلكين خلال هذه المدة فقط, خصوصاً أنَّ الخيارات قليلة للبدائل, مع زيادة الفرص لناحية التقسيط والتأجير المنتهي بالتملك الذي يتوقع أن يشهد ترويجاً مغرياً على هذه الأنواع لخلق شيء من التوازن والتعويض في نقص الطلب المتوقع على الموديلات الجديدة, إذا ما استثنيا تأثير المرأة على المُعدالة بعد السماح لها بالقياة بدءاً من يونيو المقبل.
كي نتمكن من تقييم شامل لأثر تغير أسعار الطاقة, وفرض ضريبة القيمة المضافة بشكل صحيح ودقيق على سلوك المستهلكين, نحتاج إلى دور اقتصادية كاملة, بعيداً عن الانطباعات الأولية لدى أصحاب رؤوس الأموال أو ردة الفعل المبالغ فيها على الأسواق السعودية, فاحتساب ضريبة القيمة المضافة لم يؤثر حتى الآن -برأيي- على حجم عمليات التسوق لدى المواطنيين والمقيمين على الأقل من خلال مشاهدتنا للأسواق والمولات المكتظة بمن يحملون أكياساً مليئة بالبضائع, رغم الأسطوانة المشروخة التي ألفناها من أصحاب الأعمال وشكواهم المتكرِّرة -حتى قبل فرض الضريبة- من انخفاض مبيعاتهم, وعزوف المتسوقين والركود الاقتصاي الذي يعانونه, وهو ما يدفعهم كما يقولون لتقديم المزيد من العروض والتخيفضات من أجل جذب المستهلك، بينما الحقيقية غير ذلك تماماً.
وعلى دروب الخير نلتقي.