د.دلال بنت مخلد الحربي
كتبت أكثر من مرة في موضوع يتعلّق بالهوية من خلال هذا التنافر العجيب في استخدام ألفاظ أجنبية لمسميات محلات أو مؤسسات تصطدمنا رؤيتها وهي ملصقة على أماكن بارزة تطل على الشوارع العامة، والعجيب أن هذا التوجه يشهد تصاعداً وتكاثراً رغم ما كتب عن ذلك في الصحف المحلية.
أينما نتجه اليوم في شوارع مدينة الرياض سنجد مسميات أجنبية، وكلمات أجنبية على واجهات المحلات وتكتب بحرف عربي بتشويه عجيب للغة العربية، ولا أعرف من هي الجهة التي تسمح بذلك؟
هل هي الأمانات والبلديات؟
أم هي وزارة التجارة؟
وفِي كل الأحوال فإن الحفاظ على الهوية الوطنية العربية بالدرجة الأولى يتطلب إعادة النظر بقوة في هذا الموضوع، وفرض رقابة صارمة، والعمل بكل جدية على الحد من انتشاره والسعي إلى إزالته باستبدال هذه المسميات والكلمات الأجنبية بألفاظ وكلمات عربية.
ليس من المعقول أن يتاح المجال لمثل هذا الانتشار الصادم، وخصوصاً أن ذلك يكون على الأرض التي خرجت منها العربية، وانتشرت من خلالها، لا يعقل أن تكون المملكة العربية السعودية ببعدها التاريخي والحضاري من خلال الأجزاء الشاسعة التي تمتد عليها في الجزيرة العربية، أن تكون حاضنة لمثل هذا الشذوذ.
وإذا كان أصحاب المال والأعمال الذين يمتلكون هذه المحلات لا يعرفون ثراء وعمق اللغة، فإن من الواجب مساعدتهم بإصدار دليل يحتوي ألفاظاً وكلمات ذات دلالات محددة يمكن استخدامها ليكون مرشداً لهم للاختيار المناسب.
من المؤسف أن تتفشى هذه الأسماء والألفاظ مع وجود البديل العربي النقي الجميل.أنها دعوة ملحة للنظر في الموضوع من منطلق الهوية العربية وحماية للذوق العام، وإبعاداً لترسخ مثل هذه الكلمات والألفاظ الأجنبية في أذهان الأجيال القادمة، فإذا كان هذا الاستخدام من منطلق التقليد فلننظر إلى مسميات المحلات التجارية وغيرها في أغلب دول العالم، سنجدها مستمدة من ثقافتها ولغتها.
متى سيكون العمل الجاد للحد من هذه الظاهرة؟
نحن في الانتظار.