فوزية الجار الله
كانت ولازالت أمريكا تتصدر رأس القائمة عند تعداد الدول المتقدمة، وقد فرضت نفسها مابين دول العالم كي تكون هي الآمرة الناهية الراعية للشعوب وللسلام في أنحاء العالم، هكذا تدعي، لكن الواقع يبدو عكس ما يقال في الخطابات السياسية والدبلوماسية وعبر وسائل الإعلام، في السنوات الأخيرة تحدث الكثيرون حول ذلك التحول الواضح والاتجاه العنصري لأمريكا ضد الإسلام والمسلمين خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر فقد وجدت لنفسها مبرراً قوياً كي تدير العالم إلى الوجهة التي تريد وقد كان ذلك واضحاً بشكل جلي في خطابات جورج بوش عبر وسائل الإعلام بعد أحداث سبتمبر مباشرة الذي أوضح فيه بأن أمريكا ستكون أكثر امتلاكاً لزمام القوة، وأنها ستبدأ بوضع القواعد الأولى للعالم الجديد الذي أبرز مافيه محاربة الإرهاب أينما كان وكيفما كان ومن أي كان مصدره، تحدث الكثير من المختصين وذوي الخبرة وأؤلئك الزائرين لأمريكا بشكل مباشر عن تلك العنصرية التي بدأت تظهر في سلوك أمريكا تجاه الأعراق والديانات الأخرى خاصة المسلمين وذوي البشرة السوداء أياً كانت ديانتهم ..
وقد بدت مؤشرات العنصرية من خلال بعض الجرائم التي أحدثت ضجة واسعة ( من تلك القضايا، تبرئة محكمة هيوستن العام الماضي لضابط شرطة يدعى جوفيتنيو كاسترو، رغم ثبوت واقعة إطلاقه النار على شاب أسود يدعى جوردان بيكر، وأرداه قتيلاً مع أنه لم يكن يشكِّل خطراً على حياة الضابط. وقبلها برأت محكمة فيرغستون شرطياً آخر قتل شاباً أسود، ثبت أن الشاب كان أعزلاً، كما رفضت محكمة أميركية أخرى توجيه اتهام إلى شرطي ثالث تسبب في مقتل رجل أسود أيضاً، علماً بأن رجال الشرطة المتهمون كلهم من البيض ) هذا ما ذكره الكاتب عامر راشد في مقال له نشر على موقع عربي بتاريخ 24 يونية 2015 ..
هذه الأحداث وماعداها وقعت في مناطق متفرقة من أمريكا، لكن الأسوأ والأكثر إثارة للدهشة، بل السخط هو ذلك التصريح الذي صدر مؤخراً من رئيسها دونالد ترامب والذي هاجم فيه دولا أفريقية عدة و»هايتي» واصفا إياها بأنها «حثالة» !!
وقد أثار ذلك التصريح ردود فعل غاضبة في العالم كافة وفي الدول الإفريقية المذكورة على وجه الخصوص، وأنا أتساءل مع الكثيرين في أنحاء هذا العالم من المتحمسين للمساواة والعدالة بين الشعوب ومن أؤلئك المناصرين لقضايا حقوق الإنسان أهذه هي أمريكا التي تضع نفسها على رأس الدول المتقدمة في العالم؟ أهذه هي أمريكا التي تعتقد بأنها الراعية للسلام ولحماية الشعوب؟! يأتي هذا التساؤل على اعتبار أن الرئيس يمثل الرأي الرسمي للدولة ذاتها؟ وبما أن العنصرية تمثل السطحية وقلة الوعي وضيق الأفق؟ فما الذي تركته للصغار ياسيادة الرئيس؟!