يعد الهلال من أفضل الفرق السعودية اهتماماً بالفئات السنية، ودائماً درجات في هذا القطاع في الهلال منافس في جميع البطولات التي يشارك فيها وفي أحيان كثيرة يحصد ألقابها.
وفرق الهلال السنية من أكثر الأندية السعودية إمداداً للمنتخبات السعودية بالعديد من المواهب واللاعبين المميزين لكن نجومية مواهب وصغار الهلال لا وجود لها على مستوى الفريق الهلالي الأول، وهو أمر يدعو للاستغراب والتساؤل، فمنذ سنوات طويلة والهلال لم يقدّم نجماً جديداً للكرة السعودية كما كان في السابق، إذ لا يمر موسم أو أكثر دون أن يشهد ولادة نجوم هلالية جديدة في الكرة السعودية.
فالأكيد أن تميز وتفوق الهلال على مستوى القطاعات السنية لسنوات عديدة لم يأت من فراغ أبداً، بل جاء بسبب وجود العديد من اللاعبين المميزين، ولكن بعد تصعيدهم للفريق الأول يختفون ويتسرّبون للأندية الأخرى. وعلى سبيل المثال نجم الأهلي الحالي وأحد أعمدته الرئيسية سلمان المؤشر وأحد من الأسماء الهلالية التي تدرّجت في الفئات السنية للهلال، وأيضًا عبدالكريم القحطاني وسلطان الفرحان ومحمد الشريمي وعبدالمجيد السواط جميع هؤلاء في الأصل لاعبون هلاليون لم يأخذوا فرصة اللعب بالهلال ووجدوها مع فرق أخرى وأصبحوا اليوم ركائز أساسيه بفرقهم، الأمر ربما يكون مقبولاً لو أن إبعادهم جاء بسبب أن هناك من هو أفضل منهم بالفئات السنية الهلالية وصعدوا أيضًا للفريق الأول لكن المؤلم أن إبعادهم كان بسبب منح الفرصة لبعض اللاعبين المستقطبين من أندية أخرى أقل منهم إمكانيات فنية كفيصل درويش ومختار فلاتة وعبدالمجيد الرويلي وغيرهم من الأسماء التي استقطبتها الإدارة الهلالية مؤخراً بمئات الملايين وهم في الأصل لم يضيفوا للفريق الهلالي أي شيء يذكر، بل على العكس جلبهم حرم الأسماء الهلالية الشابة البارزة فرصة المشاركة وحمّلوا الخزينة الهلالية أعباء مالية كثيرة.
الإدارة الهلالية يجب أن تكون أكثر جرأة من أي وقت مضى وتمنح لاعبيها الصغار فرصة المشاركة مع الفريق الأول بالتدريج، فالفريق الهلالي اليوم لا يمتلك دكة بدلاء حقيقية قادرة أن تضيف للفريق أي شيء فني يذكر، والشواهد على ذلك كثيرة، فما حدث في نهائي دوري أبطال آسيا أمام فريق أوراوا الياباني بعد إصابة اللاعب البرازيلي إدواردو في مباراة الذهاب وكذلك خروج اللاعب السوري عمر خربين مصاباً في مباراة الإياب كشف هذا الأمر، فمن دفعت فيهم الإدارة الهلالية الملايين لم يعوّضوا غياب هذا الثنائي أبداً، وأجزم لو أن الفرصة منحت للاعب هلالي صغير ربما قدّم شيئاً أكثر من بعض الأسماء العادية التي استقطبتها الإدارة الهلالية، والأمر الآن يتكرّر في الدوري مع الهلال أيضاً؛ فمع غياب سلمان الفرج ونواف العابد لظروف الإيقاف والإصابة وجد مدرب الهلال السيد دياز نفسه في مأزق عدم وجود البديل المناسب الذي يسد هذا الغياب.
وأكثر ما تخشاه الجماهير الهلالية أنه مع مرور السنوات وفي ظل الاعتماد على استقطاب الفريق لبعض اللاعبين المتواضعين فنياً وعدم منح الفرصة لبعض الأسماء الهلالية الشابة الصاعدة من الدرجات السنية أن يتراجع مستوى فريقها الفني كثيراً ويبتعد عن المنافسة على البطولات، لذا فالإدارة الهلالية يجب أن تتبع أسلوب الإحلال بفريقها لا سيما في ظل وجود سبعة لاعبين أجانب فوجودهم سيساعد صغار الهلال الصاعدين على البروز أكثر فالاعتماد الأكثر لكل الأندية سيكون على قوة ما تملك من لاعبين أجانب مميزين.
- عبدالله العمري