«الجزيرة» - أحمد العجلان:
في مركز حرمة التابع لمحافظة المجمعة تأسس النادي الفيصلي عام 1954م وكان اسم النادي سابقاً شباب حرمة قبل أن يتغير إلى الفيصلي، ويعتبر مركز حرمة من المراكز الصغيرة بمساحته وسكانه ولكنه كبير جداً بطموحات محبية ولاسيما العاشق المتألق العبقري فهد بن عبدالمحسن المدلج رئيس مجلس إدراة النادي الفيصلي الذي أبدع وتألق في قيادة ناديه إلى النجاحات من إمكانات تكاد تكون معدومة، فالنادي الفيصلي اليوم يتبوؤ مكانة مميزة بين الفرق الكبيرة في الدوري السعودي للمحترفين حيث يحل الفريق في المركز الثالث برصيد 29 نقطة، ونجح النادي مع رئيسه المميز في البقاء في الدوري الممتاز لعشرة أعوام متتالية رغم صعوبة المنافسة وشح الموارد، ولأن فهد المدلج إداري مختلف فلم يركن لنجاحات البقاء في الدوري الممتاز فقط والتي استمرت عشرة أعوام حيث صعد الفيصلي عام 2007 وبقي حتى يومنا هذا مع الكبار، وقام المدلج بالعمل على الفئات السنية ونجح في تقديم العديد من النجوم للفرق الكبار ليكون استثمارا حقيقيا للنادي حيث قام ببيع عقود عدد من اللاعبين بملايين الريالات الذين قدموا أنفسهم كنجوم في الفرق التي لعبوا لها مثل محمد جحفلي في الهلال وعقيل بلغيث في الأهلي وعبدالله المطيري الذي لعب لفترة في الأهلي، ومن ثم يتواجد الآن في الفيحاء وعبدالله الفهد مدافع نادي الشباب بالإضافة إلى عدد من اللاعبين الذين يشاركون بصفة أساسية مع الفريق الفيصلاوي مثل عمر عبدالعزيز وغيره، ولأن فهد المدلج رياضي حقيقي ويعرف أسرار كرة القدم فقد قدم دروسا عديدة في التعاقدات مع اللاعبين الأجانب والمدربين المميزين ومنهم مدرب منتخب كرواتيا الحالي زلاتكو الذي نجح في الصعود بمنتخب بلاده لمونديال روسيا بالإضافة إلى لاعبين أجانب متألقين ومدربين مميزين، ولأنه إنسان أمين ويخاف على مستقبل الفيصلي فقد قام بخطوات استراتيجية مثل بناء معسكر للفريق الأول وآخر للفئات السنية، وكذلك صالة لياقة وحديد يجني من ورائها النادي عوائد مالية من المشتركين، بالإضافة إلى إنشاء أربع ملاعب للفئات السنية فضلا عن الملعب الخامس للفريق الأول، ومن الخطوات الاستثمارية التي قام بها فهد المدلج للعنابي بناء عمارة لسكن المحترفين الأجانب والمدربين وكذلك المساهمة في بناء مول في المجمعة سيفتتح قريباً بمبلغ أربعة ملايين ريال، ومن يتابع ما يفعله الفيصلي ورئيسه الرائع يدرك أن الرهان يكون دائماً على العل لا المال، فالمال وحده لا يعمل شيئا عندما لا يكون هناك فهم وإدراك وماقام به المدلج مع الفيصلي وبناء هذا التاريخ الرائع أمر يستحق التوقف والإعجاب بل ويمتد إلى أبعد من ذلك بأن يستفيد الآخرون من تجربة أبو عبدالمحسن الرياضية التي تعتبر نبراساً نحو النجاح. السؤال لماذا أمثال المدلج لا يستفاد منهم في تقديم الفكر للرياضة السعودية من خلال اتحاد القدم أو غيره من المناصب الرياضية التي يستحقها بلاشك.