«الجزيرة» - عبدالرحمن المصيبيح / تصوير - حسين الدوسري:
أعرب صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض عن سعادته وامتنانه لافتتاح واحة الملك سلمان للعلوم، وقال سموه في تصريح لوسائل الإعلام حقيقة كلنا شرف أن نكون هذا اليوم في هذه المناسبة الغالية نفتتح من خلالها باكورة الواحات العلمية الثماني التي تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - حفظه الله - الذي أدار التنمية في هذه المنطقة وفي هذه المدينة بالذات، ووصلت إلى ما وصلت إليه من لمسات حضارية علمية متفوقة ومتطورة وفعلاً هذه الواحة تعطينا مؤشرا أن الرياض أصبحت مدينة عالمية، وفعلاً تحظى بهذه النهضة الجيدة والرائعة في مجال العلم والتقنية وهذه الواحات رسالة واضحة لهذا الأمر.
ودعا سموه الجميع لزيارة هذه الواحات والاستفادة مما تحتويه والمحافظة عليها، وستقدم لهم الأمانة كل الرعاية وتخدمهم بكل ما أوتوا من قوة لتسهيل حركتهم في هذه المواقع.
ورحب سموه بزيارة الطلاب لهذه الواحات والأمانة مستعدة لاستقبالهم وتقديم كل شيء يمكنهم من زيارتها.
وأبدى سموه إعجابه بكل ما شاهده من تقنية مميزة ورائعة في هذه الواحة، وأكد سموه افتتاح بقية الواحات أولاً بأول، وهناك الواحة الأم التي تحمل اسم الملك سلمان - حفظه الله - وسيكون لها دوركبير ورسالة واضحة ويرعاها ويتابعها أخي سمو الأمير سلطان بن سلمان.
وأكد سموه على الدور الكبير لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ويتواجد معنا اليوم سمو الأمير تركي ونعلق دوراً كبيراً للمدينة.
وكان قد افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض مساء أمس واحة الملك سلمان للعلوم بحي العليا، وفور وصول سموه كان في استقباله صاحب السمو الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومعالي أمين منطقة الرياض المهندس إبراهيم السلطان ووكلاء الأمانة، وبعد أن صافح سموه كبار مستقبليه أزاح الستار عن اللوحة التذكارية، بعد ذلك تجول سموه في أرجاء الواحة واستمع إلى شرح مفصل من قبل المسؤولين عن الأجنحة في الواحة.
وتقع واحة الملك سلمان للعلوم بحي العليا على مساحة 21 ألف متر مربع، وفي أحد أكثر طرقات مدينة الرياض ارتيادًا من قِبل السكّان، وهو طريق الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية) وبتقاطعه مع طريق الملك محمد الخامس، وتستهدف عموم سكّان المدينة، وطلاب وطالبات المدارس والجامعات، وزوار الرياض والوفود الرسميّة، والمهتمين بالعلوم والتقنية.
وتعرض الواحة على زوّارها محتويات علميّة متعددة تنطلق من التقنيات الحديثة وما يتصل بها من معارف، وترتكز على الجوانب التثقيفية بطابع تشويقي يبدأ بسرد جذور التقنية وأساسيات العلوم وقصص تطورها، وذلك عبر مسارين يشملان التقنية المادية والحيوية، ويعبُر السرد إلى نقطة الذكاء الصناعي والذي يصل في مساره الأول المادي إلى أنسنة الآلة، وفي الثاني الحيوي إلى ميكنة الإنسان، لينهي رحلته بالتقنية في حياتنا المستقبلية عبر رحلة للمستقبل من خلال آلة الزمن.
وتتضمن الواحة عددًا من القاعات تشمل قاعة الاستقبال والتي تمثل المحطة الأولى للزوار، ويشاهدون فيها عروضًا تشويقية عن التقنيات، ويتلقون الإرشاد اللازم والمعلومات الأساسية عن الواحة العلمية وما تتضمنه من مرافق وخدمات.
وتليها قاعة العرض المرئي ويتعرف الزوار بواسطتها على أقسام الواحة والمحتوى المعرفي الذي تقدمه، وتمنح الزائر لمحة سريعة حول التقنيات التي سيتعامل معها عبر فيلم تعريفي قصير.
وفي قاعة أساسيات العلوم سيشاهد الزائر مجموعة من الأسس العلمية الفيزيائية التي تستند إليها معظم تقنيات العصر الحديث كمبادئ الكهرباء والمغناطيس والموجات الكهرومغناطيسية، وتتيح القاعة فهم آلية عمل هذه التقنيات من خلال عدد من المعلومات والتجارب.
فيما ترتكز قاعة الذكاء الصناعي على التقنية وتطوراتها في البعد الخادم للإنسان، من خلال عرض النظرية الرئيسية التي بنيت عليها التقنية المعاصرة المبتدئة بالترانزستور لتنتهي إلى توظيف الذكاء الصناعي في تسيير الحياة والإنتاج.
وتعرض قاعة تقنيات المستقبل دور التقنية في حياة الإنسان بعد عشرة أعوام، وتُبرز قوة التقنية القادمة وما ستحدثه من تحولات هائلة في شتى المجالات، وتتناول بعضًا من التغيرات المنتظرة وتأثيرها المحتمل على الحياة.
وفي قاعة التقنية الحيوية تُعرض أبرز الأسس النظرية والتطبيقية في مجال التقنية الحيوية والتي تبدأ بالجينات وما يعرف بـ(DNA)، وتتابع التطورات التي طرأت على الشفرة الوراثية وما ستحدثه من طفرة في علاج الأمراض.
وتقع صالات العرض في الدور الأرضي والأول من الواحة، لتقدم عروضًا متحفية للتقنيات الحديثة، كما تحتوي على مسرح يتسع لـ400 زائر، وسيُقام فيه عدد من الفعاليات ذات الصلة بمحتوياتها.
ويحيط بالواحة من الخارج حديقة مجهزة بكافة الخدمات، ومهيأة للجلوس وتناول القهوة والمأكولات، إلى جانب شاشة عرض خارجية كبيرة بالقرب من المدخل الرئيسي للواحة تتضمن عروضًا توعوية ومواد إعلامية لمرتاديها في الحديقة والجلسات الخارجية، كما يقع في الجانب الشمالي والغربي والجنوبي منها منحدر مجهز لممارسة رياضة المشي بإطلالة خلابة على الواحة.
وشارك في إعداد المحتوى العلمي للواحة نخبة من الأكاديميين والمختصين السعوديين، بدءًا من ابتكار الفكرة الأساس لموضوعات الواحة، وصياغة المحتوى، ومراجعة ما تتضمنه المشاهد العلمية، ويعمل في الواحة عدد من المرشدين المتحدثين بلغات مختلفة، بهدف التعريف بالواحة ومحتوياتها والإجابة عن أسئلة الزوار، كما تضم مكانًا آمنًا مخصصًا لحفظ الأمانات والحقائب؛ لتسهيل تنقلات الزوار وتوفر سبل الراحة لهم.
وتفتح الواحة أبوابها للزوّار على فترتين صباحيّة (9 - 12) للوفود والمراحل التعليمية، ومسائية (4 - 9) لعموم الزوّار، فيما تستقبل المرتادين يوم الجمعة خلال الفترة المسائية، وتغلق أبوابها يوم الأحد للصيانة، وبالإمكان حجز تذاكر الدخول إليها إما عبر منافذ البيع المخصصة عند بوابات الواحة، أو عبر الموقع الإلكتروني: (wahat.alriyadh.gov.sa).