«الجزيرة» - الوكالات:
اعترضت مقاتلات قطرية أمس طائرتين مدنيتين إماراتيتين كانتا متجهتين إلى عاصمة مملكة البحرين المنامة.
وكشف المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات سيف السويدي، أن الطائرات المقاتلة القطرية اعترضت طائرتين مدنيتين تابعتين لدولة الإمارات كانتا متوجهتين إلى المنامة، مشيراً إلى أن الاعتراض الأول وقع في الساعة 10.30، والثاني في الساعة 11.05 صباح الاثنين.
وأكد المسؤول الإماراتي أن الرحلتين كانتا بين الرحلات الاعتيادية المجدولة معروفة المسار، مستوفية الموافقات والتصاريح اللازمة المتعارف عليها دولياً.
وبيَّن السويدي أن الحادثين وقعا عند مراحل اقتراب الطائرتين من مطار المنامة، أي في مرحلة الهبوط وانخفاض الارتفاع، مشيراً إلى أن الطائرتين الإماراتيتين قابلتهما طائرات عسكرية بطريقة خطيرة وغير مسموح بها حسب القانون الدولي المنظم للطيران المدني.
وأوضح أن اعتراض مسار طائرة مدنية بطائرة مقاتلة بشكل فجائي قد يؤدي إلى رد فعل من الطيار يهدد سلامة الركاب والطاقم، مبيناً أن الطائرتين وصلتا بسلام إلى البحرين وعادتا إلى الإمارات.
وشدد السويدي على أن المسار الذي اتبعته الطائرتان مسار ملاحي دولي متاح للحركة الجوية في هذه المنطقة، ولا يوجد أي اعتراض مسبق من قطر على استخدامه.
وقال إن هذا حادث يعده الطيران المدني الدولي اختراقاً خطيراً للاتفاقيات الدولية المنظمة لحركة الطيران المدني، وتهديداً صريحاً لأمنه وسلامته.
وأضاف أن الهيئة تقوم بدراسة كافة الخيارات للرد على هذا الاختراق الخطير وتجاوز الاتفاقيات الدولية، والأدوات القانونية المتاحة لدى المنظمة الدولية للطيران المدني، وأضاف: سنقوم بالتحرك بأسرع وتيرة لضمان سلامة وأمن طائراتنا المدنية.
وأوضح السويدي أنه في مثل هذه الحالات يتم إعداد شكوى بالأدلة لرفعها لمنظمة الطيران المدني الدولي، لبحثها وفق إجراءات لديهم، وقال إن الهيئة الإماراتية «تعد هذه الشكوى بصورة عاجلة».
المملكة
وقد عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية لاعتراض مقاتلات قطرية لطائرتين مدنيتين إماراتيتين متجهتين إلى عاصمة مملكة البحرين المنامة، وذلك حسب ما جاء في بيان الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية.
واعتبر المصدر أن هذا الإجراء يشكل تهديداً لسلامة الطيران المدني وخرقاً للقوانين والاتفاقيات الدولية ذات الصلة. مع الأخذ في الاعتبار أن بياني الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية أكدا على أن الرحلتين «اعتياديتان مجدولتان ومعروفتا المسار ومستوفيتان للموافقات والتصاريح اللازمة والمتعارف عليها دولياً».
البحرين
من جهتها أكدت هيئة شؤون الطيران المدني البحرينية أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة مع الجهات الدولية تجاه الواقعة الخطيرة لاعتراض مقاتلات قطرية طائرتين مدنيتين إماراتيتين.
وقالت الهيئة إنها سترفع تقريراً مفصلاً إلى منظمة الطيران المدني الدولي الإيكاو حول تفاصيل الواقعة، مضيفة أن اعتراض المقاتلات القطرية للطائرتين المدنيتين حتَّم على مراقبي الحركة الجوية في البحرين التدخل الفوري للحفاظ على سلامة الحركة الجوية.
وأوردت وكالة الأنباء البحرينية أنه صدر عن هيئة شؤون الطيران المدني تقرير عن «حدوث واقعة صباح هذا اليوم «أمس» الموافق 15 يناير 2018 جاء فيه، أنه في تمام الساعة 9:35 بالتوقيت المحلي، قامت مقاتلتان عسكريتان لدولة قطر قادمتان من المجال الجوي لقطر، بقطع مسار طائرة الخطوط الجوية لطيران الإمارات رحلة رقم EK837 من طراز بوينغ 777 القادمة من مطار دبي الدولي ومتجهة إلى مطار البحرين الدولي وتسلك الممر الجوي UP 669 في رحلة اعتيادية مجدولة ومستوفية كافة الاشتراطات».
وأضافت الهيئة «اقتربت المقاتلات القطرية لمسافة ميلين تقريباً من الطائرة التابعة لطيران الإمارات، الأمر الذي عرَّض حياة المسافرين وطاقم الطائرة للخطر، مما حتَّم على مراقبي الحركة الجوية بمملكة البحرين التدخل الفوري واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامة الحركة الجوية».
مصر
من جانبها نددت مصر باعتراض المقاتلات القطرية طائرتين مدنيتين إماراتيتين كانتا تحلقان في المسارات المعرفة، معتبرة ما جرى خرقاً للاتفاقيات الدولية والأعراف الدولية والقيم الإنسانية.
وأكد وزير الطيران المدني المصري شريف فتحي أن اعتراض طائرات مقاتلة قطرية لطائرات مدنية إماراتية يمثل خرقاً للاتفاقيات والأعراف الدولية بل والقيم الإنسانية، لأنه يعرض أرواح المسافرين والأبرياء للخطر، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإماراتية «وام» عن وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
وأشار فتحي إلى أن لدولة الإمارات الحق في اعتراضها على هذا الخرق بالسبل القانونية، مبيناً أن اعتراض الرحلات التجارية المدنية معروفة المسار والحاصلة على الموافقات والتصاريح المطلوبة تصرف غير مبرر، وفيه خطر شديد على أمن وسلامة الملاحة الجوية.