عبدالعزيز بن سعود المتعب
هناك شعراء راقون في حضورهم المتمثل تارة بالقصائد الوطنية المشرِّفة التي تُجسِّد الوفاء والولاء واللحمة الوطنية، وكذلك في أغراض الشعر الأخرى كحثّ المجتمع على العادات الفاضلة ومكارم الأخلاق والسعي بالصلح بين الناس ورأب الصدع في القضايا التي تتطلب التوسط بين الناس بفعل الخير لوجه الله تعالى.
وتجد هؤلاء الشعراء في أغراض الشعر الأخرى كالمديح يمدحون الرجل الذي امتاز عن غيره بالمواقف الإيجابية التي يشهد له بها الناس، كما أن هذه النوعية الراقية من الشعراء في نهجهم في قصائدهم الاجتماعية إذا اعتزوا بقبيلتهم أو منطقتهم لا يهمزون أو يلمزون بالتلميح بالإساءة لغيرهم؛ خوفاً من الله قبل كل شيء، واعتزازاً بكل أبناء الوطن ثانياً، وتفعيلاً لأدبهم الجمّ وأخلاقهم العربية الإسلامية السعودية ثالثاً.
وفي المقابل هناك شعراء -مع بالغ الأسف- لا همّ لهم كرسالة في الحياة إلا التسوّل المقيت مهما أُريق ماء الوجه ومهما كذبوا على أنفسهم وعلى الناس بإسباغ الفضائل الوهمية على شخص ليس له من الكرم والنبل والمروءة إلا بهرجة كاذبة، وقد يكون هو الموعز لبعض هذه الأسماء لتمدحه أمام عدسات ضوء مدفوعة الأجر (ليلمِّع) نفسه التي أضرّها من حيث أراد أن ينفعها!
وقفة:
للشاعر عبدالله بن صقيه -رحمه الله-:
اللي يريد الطيب يبعد عن العيب
ما ينسكن قصرٍ تبيَّن عَيّابِه
الحر ميقاعه بروس الشخانيب
ياللِّي عليك طيور دارك تِشَابه