سعد الدوسري
لا ألوم مَنْ يتحدث عن أسعار العقارات بحرقة شديدة، كونها لا تتأثر بأية مؤشرات اقتصادية محلية، وكأنها تعيش في كوكب آخر! ولو دققنا في الأسباب، فسنجد أن المنبع الرئيس لهذه الظاهرة، هو أن هوامير العقار لا يزالون مرتبطين بمراكز قوى مالية، تحميها من الاستجابة للمتغيرات الشديدة التي يمر بها الاقتصاد الوطني.
ماذا يعني هذا الكلام؟!
معناه، أن هؤلاء الهوامير، لا يهمهم إن انتظروا خمس أو عشر سنوات، إلى أن تهدأ الزوابع، ويعود الحال إلى ما كان عليه. أوضاعهم الاقتصادية، ووفرتهم المالية، التي تراكمتْ لديهم عبر صفقات سهلة، تتيح لهم الصيام عن البيع، مدداً غير محددة، إلى أن يهل هلال عيدهم. لذلك، لا تنخفض أسعار الأراضي، ولا إيجارات الوحدات السكنية، حتى ولو بلغ التأزم الاقتصادي في البلاد مداه الأعلى. وتظل كل الأحاديث التي نسمعها من المحللين، مجرد ريح، لن تهز الجبل الشاهق العنيد الأصم!
جراء الأزمات المالية في أوروبا وأمريكا، تفلس شركات السيارات العملاقة، وتخسر البنوك ذات التاريخ المديد. أما شركاتنا العقارية، وحتى الدكاكين الصغيرة التي تتاجر ببيع وشراء العقارات، فإن الأزمات هي لعبتها، ومصدر ثرائها؛ كيف؟! الله أعلم!!