سلطان بن محمد المالك
مجتمعنا السعودي يتميز بالتواصل والألفة والاهتمام بالنواحي الاجتماعية؛ ونتيجة لذلك تكثر اللقاءات الودية في العديد من المناسبات الاجتماعية، سواء كانت عائلية أو لقاءات مع أصدقاء ومعارف. ويختلف توقيت هذه اللقاءات بين اليومي والأسبوعي والشهري. هذه اللقاءات تكون غالبًا في مجالس أو استراحات أو أماكن شرب القهوة والمطاعم. في هذه المجالس تجد من يلعب ومن يشاهد التلفاز ومن يحكي مع من بجانبه.. وهكذا. وعندما يكون الحديث جماعيًّا يتم التطرق إلى العديد من المواضيع السياسية والاقتصادية والرياضية والدينية والاجتماعية.
اللافت في بعض هذه التجمعات واللقاءات أن تجد من لا يفقه في الاقتصاد اقتصاديًّا، ومن لا يفقه في الدين مفتيًا، ومن لا يفقه في السياسة سياسيًّا.. وفي الغالب تجد من يفهم أو المختصين صامتين، ولا يحبون الحديث كثيرًا إلا إذا طُلب منهم الرأي.
ومن الملاحظ في الآونة الأخيرة في مجالسنا ظهور نوع من الأشخاص السلبيين الذين يعيشون حياتهم في نكد؛ وبالتالي يحضرون المجالس لإفشاء السلبية في الحديث؛ فتجدهم ناقدين، سلبيين في كل شيء، لا يرون سوى الأسود، متشائمين في طبعهم وطباعهم، يعرفون الإيجابيات في الوطن ولكن لا يذكرونها، ينتقدون الدولة وقراراتها وهم أكثر المستفيدين من نِعم وخيرات الوطن، ينتقدون المجتمع، ينتقدون الجيران، ولا يعجبهم أي شيء.
طبعًا، الحل الأنجع مع هؤلاء السلبيين ليس في منعهم من الحضور، ولكن بعدم إعطائهم أي اهتمام عند حديثهم، وتجاهلهم قدر الإمكان، والحديث بالإيجابيات بعكس ما يطرحون مع منح الإيجابيين وأصحاب العلم والمعرفة المساحة الأكبر للحديث في المجالس.
التفاؤل والبُعد عن التشاؤم والإحساس به نعمة من الله، يهبها بعض الناس. ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبه الفأل، ويحثنا عليه.. فعلينا أن نحمد الله على نعمه، ونشكره، وأن نشيع الإيجابية بيننا، وفي مجالسنا، وتجاهل السلبية.