من المتوقَّع أن يصل حجم التجارة الإلكترونية في المنطقة إلى 69 مليار دولار خلال العامين القادمين فقط؛ إذ تحدث حاليًا عملية تصحيح سوقي مدفوعة بالتقدم التقني الكبير للمجتمعات المحلية، والسعي لسد الفجوة في الحصة السوقية للتجارة الإلكترونية التي شكلت 2 في المئة في عام 2016 من إجمالي تجارة التجزئة مقارنة بـ 15 في المئة من مبيعات التجزئة خلال الفترة نفسها في أسواق التجارة الإلكترونية الأكثر نضجًا. كذلك تزداد وتيرة الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي؛ إذ شهدت الأشهر التسعة الأولى من عام 2016 مزيدًا من النشاط الرأسمالي في فضاء التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط. وبالنسبة للعديد من قادة القطاع في جميع أنحاء المنطقة فإن الاستثمار هو الخطوة الأولى فقط.
يقول ماجد محمد الطحان، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الدانوب أونلاين: «تحدث التجارة الإلكترونية تحولاً ثقافيًّا في كيفية تفكير المجتمعات في الاستهلاك. فبمقارنة تجربة البقالة الإلكترونية بالتسوق المباشر من السوبر ماركت على سبيل المثال، الذي يضمن - بحسب تصور المستهلكين - حصولهم على أعلى المنتجات جودة، مع توافر مزيج من الخيارات الواسعة بين أيديهم، نجد أنه يتوجب علينا إقناع الناس بأنهم سيحصلون على جودة الخدمات والمنتجات نفسها، ولكن بطريقة مريحة أكثر؛ الأمر الذي يستغرق وقتًا طويلاً». ووفقًا للطحان: «فقد أطلقت منصة وتطبيق البقالة الإلكترونية من الدانوب، التي يتم استضافتها على موقعها الإلكتروني بعدد من المبادرات لتغيير السلوك الاستهلاكي العام، ومن بينها مبادرة (الجمعة الخضراء) المستوحاة من حدث التسوق العالمي المعروف بـ(الجمعة السوداء)، أو (الجمعة البيضاء) في الشرق الأوسط؛ إذ سنشهد مئات من أكثر المنتجات مبيعًا على تطبيق ومنصة التجارة الإلكترونية الخاصة بالدانوب تباع بأسعار مخفضة بشكل كبير في الفترة بين 24-26 نوفمبر».