رقية سليمان الهويريني
منذ الصغر رسخ في أذهاننا خطورة وجود الباعة المتجولين في الشوارع والطرقات العامة والتحذير من الشراء منهم لما يمثله وجودهم وبيعهم من ضررٍ على المستهلكين! وما أدركه أن أمانات المناطق والبلديات الفرعية ترفض نظرياً فكرة بيع المنتجات في الأماكن العامة باعتبارها خطراً على الناس! فضلاً أنها تعد تشويهاً للمنظر العام للمدينة بحسب ما تنص عليه الأنظمة والتعليمات البلدية، إلا أنها عملياً تتجاهل عملية البيع فلا تقوم بالجولات الرقابية المطلوبة وإن فعلت؛ فهي تهدد وتتوعد الباعة دون أن تقوم بمصادرة المعروضات، أو تفرض عليهم غرامة مخالفة النظام!
وما يؤسف له أن المواد الغذائية المعروضة تتأثر بأشعة الشمس أو الحرارة الشديدة أو الغبار، وبعضها يحتاج إلى تخزين أو برودة مناسبة بينما تفتقد لها تلك المعروضات مما يتسبب بتلفها وفسادها، ناهيك عن الطبخ وسط الشارع أو الحديقة ونقل أسطوانات الغاز الخطيرة وممارسة الطبخ والقلي والتخلص من الزيوت عبر سكبها في الشارع مباشرة، وبالتالي انبعاث الروائح الكريهة وتلويث البيئة وإيذاء الناس! وهذا كافٍ لمنع الباعة المتجولين من الافتراش في الطرقات والساحات والحدائق العامة. وما يزيد الأسف أن يتفاعل المواطن بإبلاغ الأمانة عبر الرقم 940 ويطرق جميع القنوات المطروحة، إلا أنه يتم تجاهلها أو يكتفى بحضور المراقبين الشكلي المتعارف عليه عند الباعة؛ مما أفقد المراقبين هيبتهم وسلطتهم الحكومية! ومما يضاعف الأسف أن الباعة الجائلين هم من غير المواطنين وإنما من جنسيات عربية وأجنبية يتحايلون بارتداء الثوب السعودي للرجل والعباءة والنقاب للمرأة.
ولأن الصحافة صوت المواطن؛ فإني عبر هذا المقال أناشد أمين منطقة الرياض بمتابعة الأمر وفاءً بوعدي للقراء المتضررين، وتنبيها لخطورة عبث الباعة الجائلين بصحة الناس.