«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
طلعات البر والتخييم وفي مثل هذه الأجواء الباردة ما زالت ومنذ كانت الحياة في هذه الأرض الطيّبة تستهوي الآلاف من العائلات والأسر وحتى الشباب بصورة واضحة حتى إنها باتت تحظى باهتمام البعض من هواة التجارة في مجالات الصيد والقنص وإنشاء المخيمات وتوفير معدات التخييم ولا يمكن تناسي ما تقوم به أمانات المناطق وبلديات المحافظات وحتى إماراتها بتوفير كل ما يلزم لهواة طلعات البر والتخييم، وعادة ما تبدأ طلعات البر مع عطلة المدارس الربيعية أو حتى في نهاية الأسبوع، وهناك من يأخذ إجازة قصيرة من عمله ليشارك مجموعة من أصدقائه ومعارفه في طلة برية في مثل هذه الفترة من شهور السنة.
ولا شك أن الحياة في مخيمات البر تختلف كثيراً عن الحياة داخل المدن أو البيوت والفلل والقصور في نطاق المنطقة أو خارجها؛ فأنت تجد في بعض المناطق خصوصاً التي تتسم بطبيعة ربيعية جذابة وفيها ما فيها من ورود وزهور الربيع وحتى الأجواء الصحراوية والتي هي نفسها تكون عادة عامل جذب لعشاق البر والتخييم. ولو أتيحت لك الفرصة وتجولت في المناطق التي يتجه إليها هؤلاء العشاق. لوجدت مئات المخيمات من خيام وكرفانات وحتى بيوت متكاملة متنقلة يقيمها مستثمرون لعشاق «البر والتخييم» وعادة ما تكون المخيمات مجهزة بالكهرباء والماء وحتى دورات المياه أعزكم الله.. إضافة إلى توفير خيام بمساحات كبيرة وصغيرة تتناسب مع قدرة المستأجر المالية. إلى جانب ذلك يقوم بعض كبار عمداء شيوخ القبائل أو عمداء الأسر الكبيرة بعمل مخيمات سنوية في مناطق التخييم في شمال المملكة أو في المناطق التي تعتبر الأجمل والأشهر في مواسم التخييم يتجمع فيها أبناء القبيلة أو الأسرة الكبيرة. البعض من هؤلاء يستضيف جماعته أو أفراد أسرته مجاناً طوال أيام العطله أو فترة التخييم والبعض الآخر يأخذ بدلاً مادياً رمزياً كبدل اشتراك أو لدفع تكاليف الخدمات المساندة لمخيم القبيلة أو العائلة الكبيرة.
والتخييم في ربوع الصحراء يعتبره البعض عودة للطبيعة وللماضي والحياة البسيطة التي تجمع الأهل وأفراد أسرهم معاً خلال أجواء بعيدة عن حياة المدينة العصرية. اللهم إلا وجود أشياء باتت في هذه الحياة مما ليس منه بد كالكهرباء وأجهزة التلفزيون والستلايت. وطلعات البر أو الصحراء والتخييم ليست ظاهرة وهواية اهتم بها الإنسان العربي. فهذه الظاهرة تعتبر عالميه ففي الكثير من دول الغرب والشرق تعتبر هواية «التخييم» خارج المدن أو الضواحي جزء لا يتجزأ من حياتهم، بل لا يمكن أن تمضي فصول السنة دون أن يتخللها أكثر من طلعة تخييم» أو إقامة على ضفاف الأنهار والبحيرات. أو حتى في مخيمات والكرنفالات المتنقلة، بل إن العديد من الدول الغربية وحتى الآسيوية تخصص مناطق خاصة للمخيمات وعشاق التخييم والصيد في الصحاري أو بجوار الأنهر والبحيرات وحتى في الأودية. فيتم تزويدها بخطوط الكهرباء والهاتف وحتى تزوّد بأماكن للشواء أو دورات المياه.. ومن أجل ذلك تنتشر في أكثر من بلد جمعيات متخصصة في دعم وتشجيع هواة التخييم والصيد على مختلف أنواعه صيد الطيور أو الصقور أو الأسماك وحتى الأرانب. كذلك تتوافر مختلف المعدات الخاصة بالتخييم من خيام ومولدات كبيرة وصغيرة للكهرباء أو حتى الطبخ وما قد يحتاجه هاوي التخييم وطلعات البر والنزهات..
وبفضل الله تنتشر في مدن المملكة محلات متخصصة لبيع احتياجات ولوازم البر والمخيمات. وبأسعار معقولة .