فهد بن جليد
في اليابان تُقام مسابقة سنوية لمزايين الأسماك أو ملكات جمال الأسماك بشكل دوري، وسط شعبية كبيرة جداً واعتزاز من اليابانيين الذين يتنافسون في تربية سلالة أسماك (شبوط كوي) المعروفة محلياً باسم (نيشيكيغوي) التي تباع بمئات الآلاف من الدولارات، تبعاً لجمال لونها ولبعض التفاصيل الخاصة في جسمها لناحية تقويسة السمكة، كإحدى علامات الجمال فيها - بحسب وكالة فرانس برس - التي حاورت مؤخراً مدير الجمعية الرئيسية لمربي الأسماك ومنظمي المُسابقة في طوكيو، ورغم الأسعار الفلكية التي تُباع بها السمكة الواحدة، لم يخرج أحد في اليابان ذلك المجتمع المُتحضر والمُتقدم جداً، والذي يعتبر من أكثر المجتمعات الصناعية في العالم، ويقلل من هذا التقليد والموروث الشعبي أو يخجل منه، وللناس فيما يعشقون مذاهب.
استعرض هذه المعلومة هنا، علَّ الصورة تتضح عند بعض الأصوات التي نسمعها في وسائل التواصل الاجتماعي تخجل من وجود مسابقات سعودية لمزايين الإبل والخيل، مُعتقدين أنَّ هذا الأمر قد ينقص من حضارتنا وتقدمنا أمام المُجتمعات والثقافات الأخرى، خصوصاً عندما تنقل وسائل الإعلام بعض أسعار الإبل وأرقام صفقاتها، تبعاً لمُميزاتها الجمَالية المُتعارف والمُتفق عليها، مُتناسين أنَّ هذا موروث شعبي وثقافي لإنسان هذه الأرض وحضارته، يجب علينا الافتخار والاعتداد والاحتفاء به نظراً للشعبية التي يحظى بها، والجماهيرية الكبيرة لهذا النوع من الرياضات والمسابقات عند شريحة واسعة من أبناء المجتمع السعودي، مثلما يفعل الآخرون ويعتدون بثقافاتهم، فلكل مجتمع مرجعيته الثقافية المتنوعة والمُتعددة، الأمريكان لديهم منافسات الكاوبوي، والإسبان لديهم الثيران، ومجتمعات أخرى تقيم مسابقات للديوك والقطط.. إلخ، وحتى الحمير لها نصيب، أمَّا نحن فلدينا الخيل والإبل أجمل المخلوقات كمسابقات رسمية مُعترف بها.
يحق لنا الفخر بأنَّ بلادنا اليوم تحتضن أكبر مهرجان من نوعه للإبل في العالم، يجمع كل ما تود معرفته عن هذا المخلوق وتاريخه وحضارته، لقد بات مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل المرجعية الرئيسة في العالم أجمع للإبل هذا الموروث الشعبي العربي الأصيل، والذي نقدمه للعالم وسط تفاعلية رياضية خاصة، تمتزج فيها الأصالة والعراقة مع الثقافة والفن والإبداع..
لنفتخر بأصالتنا وأحد مكونات ثقافتنا السعودية المتنوعة والمُتعددة من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، ولكل خجول نقول الإبل حضارة.
وعلى دروب الخير نلتقي.