حضر الدكتور عزام الشويعر، مدير عام إدارة المستشارين الدعويين بوزارة الشؤون الإسلامية، اثنينية الذييب التي تناولت حياة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-. حيث قدم الضيف الكريم نبذة عن حياة الشيخ منذ نشأته وتعلمه القرآن الكريم في سن صغيرة مما أهله لتفهم علوم الدين والبراعة بها في شبابه. وقال الدكتور الشويعر في مستهل حديثه: رغم وفاة الشيخ منذ فترة طويلة إلا أن أعماله -رحمه الله- لم تمت متمثلة في مؤلفاته وفتاواه، إضافة إلى أعماله الخيرية التي لا تزال تؤتي ثمارها إلى حينه، التي نحتسبها صدقة جارية له إلى قيام الساعة.
وأضاف: «لقد عاش الشيخ طوال حياته للناس ومن أجل خدمتهم وتقديم النصح لهم. مما زاد من محبة الناس له سواء من أصدقائه أو حتى أعدائه الذين لم يختلف منهم أحد على تقواه وورعه».
وواصل الشويعر: تربى الشيخ ابن باز مع والدته يتيم الأب منذ أن كان ابن الثالثة، حيث قامت بدورها في الحرص على تعليمه وتحفيظه القرآن، بعد ذلك تلقى تعليمه على يد الشيخ صالح آل الشيخ وعدد من المشايخ، وعين في القضاء عام 1350 هـ ولم ينقطع عن طلب العلم، حيث لازم البحث والتدريس ليل نهار ولم تشغله المناصب عن ذلك مما جعله يزداد بصيرة ورسوخًا في كثير من العلوم، وقد عني عناية خاصة بالحديث وعلومه حتى أصبح حكمه على الحديث من حيث الصحة والضعف محل اعتبار وهي درجة قل أن يبلغها أحد خاصة في هذا العصر وظهر أثر ذلك على كتاباته وفتواه حيث كان يتخير من الأقوال ما يسنده الدليل. في عام 1372هـ انتقل إلى الرياض للتدريس في معهد الرياض العلمي، ثم في كلية الشريعة بعد إنشائها سنة 1373هـ في علوم الفقه والحديث والتوحيد، إلى أن نقل نائبًا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1381هـ. وقد أسس حلقة للتدريس في الجامع الكبير بالرياض منذ انتقل إليها واستمر في تقديم العلم لطلبته حتى وفاته.
وكان الشيخ يلتزم ببرنامج يومي منظم يلتقي فيه طلابه يوميًا من بعد صلاة الفجر إلى الضحى يجلس إليهم يعلمهم ويرد على استفساراتهم.
وأنهى الشيخ الشويعر حديثه بقوله: إن مآثر الشيخ لا تعد ولا تحصى ومواقفه الحياتية لا تحصرها محاضرة أو ندوة، فقد كان -رحمه الله- شخصية ذات مميزات وجماليات قلما تجتمع في شخص.
وتقدم حمود الذييب بالشكر الجزيل للدكتور عزام الشويعر على تشريفه الاثنينية ومحاضرته القيمة مقدمًا له درع الاثنينية تقديرًا لحضوره.