سعد بن عبدالقادر القويعي
بحجم الأحداث، والتطورات، فإن السعودية تعتبر بيت العرب الكبير، ورائد محور الاعتدال في المنطقة، والقادرة على تحمّل القادم، وحماية المشروع - العربي الإسلامي -؛ بفضل قدرتها - السياسية والعسكرية والاقتصادية والبشرية -، وبفضل قيادتها الحكيمة في بناء المستقبل، وصناعة الرؤى، وتحقيق الأحلام، - إضافة - إلى حفظ وحدة الأمة، وتماسكها، وتمكينها من مواجهة الاختراقات العديدة، والتي يحاول الأعداء زرعها في جسد الأمة، ومؤكدة في هذا الإطار، أنها - كانت وما زالت - مركزاً للتعايش الأمثل، والسلام الدائم بين جيرانها - منذ القدم -؛ نظراً لشجاعتها، وإقدامها، وإخلاصها لقضيتها، ومنهجها المنحاز إلى الحق، والدعوة لنبذ كل ما يعيق الاستقرار، والسلام العالمي.
ليست القوة العسكرية وحدها التي زادت من أهمية الدور القيادي للسعودية، وإنما السياسة الاقتصادية - أيضاً -، - إضافة - إلى إعادة هيكلة سياستها الخارجية؛ لتعزيز مكانتها - الدولية والإقليمية -، وحفظ دورها المستقبلي، والذي يجب أن يكون على مستوى التحديات القائمة، كأكثر الخيارات حيوية، - ولذا - فإن قوة الردع السعودي شهدت نمواً قلّ أن يشهد العالم مثيلاً له على مر التاريخ - في غضون فترة وجيزة -؛ من أجل الحفاظ على السلام، وتعزيز الأمن - الدولي والإقليمي - وفقاً لمبادئ الأمم المتحدة، وتعزيز سيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان، والحريات الأساسية، والتعايش المجتمعي .
مع الكثير من التهديدات الحاصلة في العالم العربي، فإن السعودية ستبقى - بإذن الله - قوية، وآمنة؛ اعتمادًا على خبراتها في إدارة أزمات المنطقة - سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا -؛ كونها مرساة الاستقرار في الإقليم، وستعمل على مواجهة الاضطرابات التي تحاك من حولها؛ ولأن التحولات الحاصلة في المنطقة، والتي تحيط بها، تفرض عليها رسم خططها الطموحة؛ للمحافظة على تفوقها العسكري بين القوى - العالمية والإقليمية -، وإعادة تقييم ما يتوجب فعله من توفير عناصر القوة؛ بسبب تسارع الأحداث، وتغيّر قواعد اللعبة في المنطقة، وهو ما أكده وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات - الدكتور - أنور قرقاش، بقوله: «في التنافس الجيوستراتيجي الجاري في المنطقة، فإن الحاجة أكثر إلحاحاً إلى تعزيز المحور العربي، وعمودية - الرياض والقاهرة -، التنافس الإقليمي على العالم العربي حائط صده عربي».
اليوم، يتقدم المشهد بفوارقه الذي يتخطى الجوهر، بعد أن صنعت السعودية منهجاً واضحاً على كافة المستويات، - بدءاً - من رسم الخارطة السياسية في العالم أجمع، - ومروراً - بترسيخ مكانتها الدوليّة بين الدول الكبرى، - وانتهاءً - بإصرارها على خلق الموازين المهمة في الاستقرار، والأمن - الإقليمي والدولي -، وصدقت مجلة المصلحة الأمريكية (The American Interest)، عندما رتبت أقوى سبع دول في العالم (G-7)، حسب قدراتهم التأثيرية على بيئتهم المباشرة، وغير المباشرة على الساحة العالمية، بقولها: «إن القوة العظمى تكشف عن نفسها بإنجاز الأشياء الكبيرة»، وهي تقصد السعودية، وذلك وفق اعتبارات - اقتصادية وسياسية-.