موضي الزهراني
بالرغم من التهيئة الاقتصادية والنفسية التي قامت بها وزارة المالية للمواطنين عن القيمة المضافة، وماتبعها من جهات خدمية أخرى تمس احتياجات المواطنين عن نسبة القيمة المضافة لخدماتها وعن ارتفاع تكلفة الطاقة، إلا أن يوم 1-1-2018م كان يوماً تحولياً في شأن كثير من الأسر السعودية وخاصة ممن هم تحت «المستوى المتوسط» في دخلها الشهري، وذلك بسبب ارتفاع تكلفة «وقود السيارات» الذي أحدث ردة فعل قوية على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، والمستوى الشعبي، وربطه بمستوى الدخل والمطالبة لكثير من الأسر الضمانية والمحتاجة بدعم أقوى لتحسين ظروفها المعاشية! فكانت الاستجابة الملكية سريعة خلال 5 أيام فقط من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، والذي دعم الشعب السعودي بمختلف فئاته بقرارات داعمة لتحسين مستواه المعيشي حتى يتم تجاوز هذه الظروف الاقتصادية التي تعيشها بلادنا والتي ستكون بإذن الله من الدوافع الأساسية لكي يتحسن مستوى الوعي لدى المواطنين فيما يتعلق بحياتهم بشكل عام، وازدهار الاقتصاد الوطني بشكل خاص! فالأوامر الملكية عندما حددت بعام واحد فقط فهذا مؤشر قوي على أن بدل غلاء المعيشة سيكون معالجاً مؤقتاً للمواطنين الذين مازالوا يرفضون ويقاومون تغيير نمط استهلاكهم العام! وسيكون داعماً لهم حتى يتم تجاوزهم مرحلة الصدمة التي يعيشونها بعد اقرار القيمة المضافة لأغلب المنتجات والخدمات بعدما كانوا يتمتعون بها بدون مقابل! هذه الصدمة التي يتعايشون معها ببساطة عند سفرهم للسياحة الخارجية، بل كانوا يدفعون مقابل خدمات عديده ضريبة خيالية وبدون تذمر أو اعتراض !وإذا رجعنا للتقارير السياحية لنجد أن السعوديين من أكثر الجنسيات سفراً للخارج وطوال السنة وخاصة في الصيف، وتقدير دعمهم للضرائب في الدول الأوروبية بالملايين سنوياً! وعندما تم اقرارها بنسبة لاتتجاوز 5 % في موطنهم تم الشجب والاعتراض والاستنكار وشحن المشاعر وردود الفعل السلبية في مواقع التواصل بآلآف الرسائل المضادة لخدمة المجتمع! فالأيام القليلة مابين صدور الضريبة وتطبيقها حتى في الأماكن البسيطة، وبين الأوامر الملكية الأبوية كانت كفيلة بشحذ الهمم لتغيير نمط حياة وتفكير كثير من أفراد الشعب الاستهلاكي بدون وعي، وبدون موازنة مابين مصروفاته ومصادر الدخل لديه، هل هي متعددة أو فردية؟ مما يتطلب أن تتغير الكثير من الصور الاستهلاكية التي أساءت لسمعة الشعب السعودي حتىفي الخارج، وأصبح مستهدفاً في عمليات النصب والاحتيال! فهذه المرحلة لابد أن تكون فعلاً صادمة من أجل حدوث التغيير الإيجابي في نمط الحياة بشكل عام، حتى تتم المحافظة على ثروات الوطن المهدرة، والاستفادة منها بما يحقق ازدهار الاقتصاد الوطني!