في العشرين بعد الألفين، هناك في حدود الأفق نجمة تضيء سماء التضاريس، وسحابة تنثر، وكائن مقدّر اسمه السعودية. سيكون المصباح والصباح، وسيكون السلام والابتهاج، سيكون أنشودة النخلة، وناي البحر الواسع، وهديل الصحراء القاحلة، وبوح العقل البشري الذي استنار وأنار، ففاض وعياً وفهماً واستيعاباً بأهمية أن يكون الإنسان إيجابياً ومثالياً كي يحرس أشجار التطور والتقدم، ويضفي على الشطآن ترانيم الطير، ووشوشات موجات السعادة، في العشرين بعد الألفين ستحضر كلمات عاهل هذا الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله -، إن شاء الله تعالى وهو يقف بين أبنائه حاملاً لهم المحبة والإخلاص ومبشراً بالغد الواعد المشرق المتأنّق المتألق المزدهر بإذن الله تعالى للارتفاع بإرادة الإنسان وليس بشيء آخر.
قمة العشرين التي ستستضيفها المملكة إن شاء الله تعالى، هي مختتم المسك لبداية الرسو عند سواحل رؤية 2030، التي سكنت الوطن ولوّنت في الشرايين الدم وأعطت للبصر مداً، وللبصيرة مداداً، حتى تصير النجمة بساطاً، والسحابة نقاطاً على حروف التاريخ، فيستيقظ الوعد، وينهض العهد، ويصير البعيد، قريباً من أخمص القدمين، أبهى من وجه اللُّجَين.
في العشرين بعد الألفين ، نحن هنا.. نحن هُناك، ونحن هُنالك، نحن في العالم، مسار ومدار، ونحن الفاعلون في رسم سياسة الاقتصاد العالمي، نحن القبلة الآمنة للاستثمارات من مختلف دول العالم، نحن الأفكار التي تتجدّد ولا تتحدّد، نحن محور الضوء في وجه الشمس، ونحن اليوم، ونحن الأمس، ونحن الآليات والأدوات وأسلوب الإقناع، نحن حرّاس أهداف التنمية المستدامة، وطريق مواجهة التحديات المتعددة، نحن القطرة التي تحوّلت نهراً، نحن الفكرة التي أصبحت سحراً، نحن المنظر البديع الذي فجّر القرائح لتصير في الوعي البشري غيثاً، يغدق خيراً كثيراً ولا يغرق.
في العشرين بعد الألفين، ستعلن عقارب الساعة التي تعد الثواني والدقائق والساعات والأيام عن موعد مع الفوز بالمستقبل، وتحقيق العلا، ونيل المنى، والظفر بكسب الرهان، في ذلك العام 2020، ستمضي القوافل باتجاه هذا الوطن الأخضر، وسوف يشدو الشادي إلى مزيد من الإبداع والإبهار، ومزيد من الازدهار ؛ لأن المملكة العربية السعودية تعوّدتْ على اختراق منصّات السباق، من دون عناء أو تكلف ؛ لأن الإرادة متلبّسة بالإيجابية. ولأن الأعطاف مملوءة بالتفاؤل.
وحتى يحين موعد العشرين بعد الألفين، للرب ندعو أن يمدّ قيادة هذا الوطن بعونه وتوفيقه لتأدية أمانتها على الوجه الذي يرضيه، وأن يحفظ لوطننا استقراره وأمنه، وأن يأخذ بأيدي أبناء هذا الوطن جميعاً، ويوفقهم لنصرة دينهم الذي هو عصمة أمرهم، ومصدر عزهم، وأن يحقق لنا ما نطمح إليه إنه خير ناصر وخير معين.