محمد المنيف
أستهل المقال بالشطر الأول لبيت من قصيدة الشاعر (العرجي)، التي يعرفها كل مثقف وقارئ.. وأستأذنه - يرحمه الله - بهذا التصرف؛ ليكون عنوانًا للمقال الذي أعني به جمعية التشكيليين التي تأسست بعد جهد جهيد من بعض التشكيليين الرواد، ولجريدة (الجزيرة) نصيب من هذا الجهد. وقد حظيت تلك الجهود بقرار من معالي وزير الثقافة الاسبق الاستاذ إياد مدني رقم م/ و/ 13/ 2366 بدعم من الدكتور عبد العزيز السبيل وكيل الوزارة في ذلك الوقت؛ لتنطلق الجمعية عام (1428هـ). تشرفت وزميلي عبد الرحمن السليمان بتقاسم رئاسة مجلس إدارتها عشر سنوات حتى استقالتي في رمضان الفائت؛ لتتولى إدارتها حاليًا الدكتورة منال الرويشد. تحملنا في تلك السنوات كل ما واجهته الجمعية من هجوم لم ينقطع، لا يجهل الجميع من يديره، ومن يؤلب الآخرين على الجمعية بإساءات لن ينساها تاريخ الفن التشكيلي؛ إذ وصل الأمر بهم إلى الاتهامات الكاذبة، والمطالبة بتنحية مجلس الإدارة ورئيسها، مع علمهم أن الجمعية من جمعيات النفع العام، ليس لها ميزانية، وتفتقر لاستمرار رسوم العضوية التي كانت تتناقص عامًا بعد عام، ولا تغطي سوى مكافآت (السكرتير)؛ وذلك بسبب التشويه الذي لحق بها من أولئك، مع تجاهلهم لما تم في السنوات الخمس الأخيرة من أنشطة، بلغت تكلفتها أكثر من (خمسمائة ألف ريال)، قدمتها شركات وبنوك غطت فعاليات، تمثلت في ملتقيات وأنشطة، وما تحقق للجمعية من منحة أرض بمساحة عشرة آلاف متر. لم تسعَ إدارة الجمعية وقتها لمصادمة هؤلاء الهادمين للجهود مع قدرة الجمعية على السبل القانونية والإعلامية، بل إن الإدارة لزمت الصمت والصبر والهدوء.
السؤال اليوم عودًا إلى عنوان المقال: أين أولئك المدعون الحرص على الجمعية المطالبون بإزاحة رئيسها المكلف ومجلسها؟ ولماذا لم يستجيبوا للدعوة التي وجهتها قبل أيام رئيسة الجمعية الحالية (د. منال الرويشد) بتسديد الرسوم كشرط لعقد الجمعية العمومية؟ وأين هم من جمعيتهم التي قد تتعرض للخروج من مقرها الحالي المؤقت؟
آمل ألا تكون الفئة المعروفة والموثقة مواقفها المسيئة للجمعية في الصحف وفي وسائل التواصل وفي المجالس قد تنصلت بعد أن سعت لقتل وإفشال وإضاعة مشروع الجمعية؟!