أ.د.عثمان بن صالح العامر
لم يتولد مشروع الإصلاحات الاقتصادية الذي بدأت بوادره العملية مع مطلع العام الميلادي الحالي 2018 من فراغ، بل جاء نتيجة رؤية وطنية مدروسة شملت جميع القطاعات التنموية الثلاثة (الحكومي والخاص والأهلي) وعرضت الاحتمالات المتوقعة لسيناريوهات المستقبل بنسبها المختلفة، وعلى ضوء ذلك قررت الفرق المختصة التي عكفت على هذه الرؤية الوطنية ذات الخصوصية الزمانية والمكانية حزمة من المشروعات المفصلية التي تهدف في النهاية إلى:
- ضمان استمرار التنمية المتكاملة والشاملة.
- معالجة الإشكاليات المجتمعية التي صارت ككرة الثلج المتدحرجة من قمة الجبل حتى القاع، وعلى رأسها -كما هو معروف- البطالة.
ولن يتأتى تحقيق هذا وذاك إلا بمشاركة المواطن الصالح مشاركة حقيقة لا شكلية، وتفاعله الإيجابي مع:
- الخطط الإستراتيجية المدروسة.
- والتحولات التنموية الشاملة المتكاملة.
- والمبادرات النوعية الرائعة، التي جاءت متسقة مع رؤية 2030 المستشرفة للمستقبل الوطني باحتمالياته الثلاثة (المحتمل، الممكن، المأمول)، ومنبثقة عن برنامج التحول الوطني 2020، ومراعية لظروف كل منطقة، وحسب القطاعات التنموية المختلفة.
من جهة أخرى فإننا للأسف الشديد نواجه يومياً سيلاً من الرسائل السلبية، والأخبار المكذوبة، والأقاويل المختلقة، والمشاهد المفبركة، والنكت والحكايات، والأراجيف المؤذيات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن حسابات خارجية مغرضة، هدفها زعزعة الصف وبث الفرقة وهز الثقة بقيادتنا العازمة الحازمة الوفية الرحيمة في آن، ومن ثم إجهاض هذا المشروع الإصلاح في مهده، وللأسف الشديد أن هذه التشوهات في العالم الافتراضي -الذي يريد النيل منا قيادة وشعباً، عرضاً وأرضاً، وإفشال برامجنا المستقبلية- مدعومة بسخاء من قطر وغيرها، دولاً وجماعات، أحزاباً وتيارات، والواجب أن يكون كل منا على حذَر وبمنأى عن إرجاف هؤلاء المرتزقة ولا يصدق كل ما يقال وينشر، ويعمل عقله في جميع ما يصل إليه، ولا ينقل ولا يرسل إلا ما توثق من مرجعيته ومصداقيته ولا يكون الواحد منا سبباً في الفساد والإفساد علم ذلك أو لم يعلمه، فهو متى ما انساق وراء الشائعة وغرد بما لا يجزم صدقه أصبح طابوراً خامساً للأعداء ومعول هدم في المجتمع.
إن المواطن رقم مهم وأساس في إنجاح هذا المشروع الوطني الذي ينتظر منه في المستقبل القريب أن يحقق الخير للوطن والنفع للمواطن، إذ من المجزوم به عقلاً ونقلاً أن المضي بهذا المشروع الواعد يحتاج إلى عزائم وإرادات لا تضعف ولا تستكين ولا تعجز وتهون حين ترى حجم التحديات وكثرة المثبطات من حولها، تتقبل المنازلة والمواجهة من أجل غد أفضل للجيل الجديد الذي سيواجه -لا سمح الله- أزمة حقيقة ستعصف به إذا لم يتم من الآن الاستعداد الفعلي لمواجهتها والتقليل من ضراوتها وشدة وقعها على أبنائنا وبناتنا في السنوات العشر المقبلة.
حفظ الله قادتنا، وأدام عزنا، ونصر جندنا، وأعلى رايتنا، وضمن نجاح رؤيتنا المستقبلية، ودمت عزيزاً يا وطني.. وإلى لقاء والسلام.