علي الصحن
ماذا يحدث في الهلال؟
كيف تحوَّل الفريق القوي ومضرب المثل في الموسم الماضي، وبداية هذا الموسم، إلى فريق سهل يقدم كرة ضعيفة مملة، ويعجز عن الوصول إلى المرمى... أي مرمى؟
كيف أصبحت النقاط تتسرب منه بطريقة غريبة، وتضيع بأخطاء عجيبة، وبدلاً من القول كم حقق الهلال، صرنا نقول كم خسر الهلال؟
ماذا يحدث في الهلال؟
أين الفريق الذي كان يهزم الفريق بالثلاثة والأربعة والخمسة، وكيف أصبح عن تسجيل هدف مرسوم واحد؟
أين الفريق الذي كان يملك لاعبين مهرة في تنفيذ الكرات الثابتة، وكيف أصبح عاجزاً عن استغلال كرة ثابتة واحدة طوال موسم ونيف؟
كيف تحول أسلوب الفريق الجماعي الممتع المتنوع إلى طرق فردية ومحاولات خجولة تنتهي بالطريقة التي يريدها المنافس بعد أن كانت تذهب إلى حيث يشاء الهلاليون؟
أين الفريق الذي كان يؤدي كنسيج واحد يسحر الناظرين، وكيف تحول إلى قطع متناثرة لا تشد أنظار أحد ولا تلفت اهتمام آخر؟
أين الفريق الذي كان يعرف كيف يختار من يرتدي قميصه، وكان احتياطيوه ينافسون أساسييه؟ وكيف أصبح فريقاً لا يرى مدرجه لاعباً يمكن الرهان عليه لصناعة الفارق ويتدخل حين تدلهم الأمور وتتعقد المسائل؟
أين خيارات الفريق الأجنبية التي كانت تمثل عموداً فقرياً يشد ظهر الفريق؟ وكيف أصبح الفريق الأقل استفادة من العنصر الأجنبي؟
أين الفريق الذي كانت إدارته تتدخل فور اكتشاف الخلل؟ ولماذا تأخرت هذه المرة عن التدخل؟ فقد كان من المفترض أن بديل ماتياس قد وصل، ومن المفترض أن قرار رحيل ريفاس قد نفذ، وأن الخيارات المحلية قد أصبحت واضحة، وأن الأسماء التي يجب أن ترحل قد استلمت خطابات الشكر!!
أين الهلال الذي يعرفه منافسوه قبل أنصاره، ويحفظه خصومه قبل محبيه؟ وكيف تحول من سيل هادر وينبوع زلال إلى تيار هادئ يكاد يصل مرحلة التوقف والنضوب؟
أين روح الهلال التي كانت توقد نور الحماس في لاعبيه؟ وأين ذهبت قيمة الهلال في نفوس من يرتدي شعاره؟ وكيف أصبح اللاعب يخطئ ولا يهتم، يخطئ ويكرر الخطأ، يخطئ وربما لا يحاسب؟
أين الفريق الذي كان فيه اللاعب يفقد مركزه عندما لا يعرف قيمة الفريق؟ وكان اللاعب الذي يخرج من الملعب يجد صعوبة بالغة في العودة إليه؟
أين الفريق الذي كان يملك قائداً يقوم بدور المدرب والإداري داخل الملعب، فيبث الحماس والروح في الفريق، ويكون عيناً مبصرة لمدربه وإدارته؟ ولماذا تحولت شارة القيادة إلى مجرد لفافة على ساعد اللاعب، دون وجود دور فاعل ومؤثر واضح لمن يحملها داخل الملعب؟ ودعك هنا من محاولات التلميع التي يقوم بها البعض، وعن الحديث عن أدوار لبعض اللاعبين، وهي أدوار لم يتضح لها أي أثر على أرض الواقع!!
من يملك الإجابات ويقدم الحلول ويعيد الهلال وبريقه المفقود؟
هلال اليوم لم يعد هلال الأمس، وأن الواقع يفترض المصارحة والمناقشة والمحاسبة وفتح كل الملفات على كافة الأصعدة. يجب أن يضع الهلاليون جانباً، وأن يضعوا خيار الهلال أولاً نصب أعينهم عند تنفيذ أي عمل، أو القيام بأي خطوات، أو دراسة احتياجات الفريق.
في الدوري الماضي خسر الفريق 12 نقطة وهو اليوم يخسر 13 نقطة بعد 16 جولة... وكم في الأرقام ما يغني عن الكلام!!
الهلال يعاني وبه علة لا بد من تشخيصها وعلاجها، قبل أن يأتي اليوم الذي تتسع فيه مساحة الألم وتصعب مداوة الجراح، ويصبح التدخل مثل رش الملح على جرح نازف.
الهلال بين ألم وأمل.. فهل يهب أهله والقائمون عليه... أم يبقى على حاله حتى حين؟