«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني/ تصوير - حسين الدوسري:
أعلنت جائزة الملك فيصل العالمية أسماء الفائزين بجائزتها في دورتها الـ40 في خمسة فروع، في مجال خدمة الإسلام وفي الدراسات الإسلامية وفي اللغة العربية والأدب وجائزة الملك فيصل للطب والعلوم والرياضيات، حيث ارتجل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة ورئيس هيئة الجائزة كلمة رحب فيها بأعضاء الجائزة والمحكمين وقال سموه: باسمي وباسم إخواني الأمراء أتقدم لكم جميعاً بالشكر والتقدير على حضوركم في هذا المساء المبارك الذي نعتز به في كل عام، ويشرفني في بداية هذا اللقاء أن أنقل لكم جميعاً تحيات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ودعائه لكم بالتوفيق في مسعاكم الكبير والعظيم الذي تخدمون فيه الإنسانية جمعاء، وكذلك باسم ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي يقدرلكم هذا المجهود ويتمنى لكم إقامة سعيدة في هذه البلاد التي تسعد بوجودكم.
أيها الإخوة والأخوات.. يشرفني أن أتحدث إليكم في هذه المناسبة وأن أشكركم باسم مؤسسة الملك فيصل الخيرية وجائزتها العالمية التي توافق هذا العام عامها الـ(40) وهي تتجدد في كل عام بأسماء تحترم وتقدر عالمياً.. كفائزين لهذه الجائزة، المؤسسة التي قامت على مبادئ خيرية باسم ملك قدم حياته لأمته العربية والإسلامية وللإنسانية أجمع في العالم، لأنه كان يمثل الدعوة للسلام والدعوة للثقافة والعلم والفكر الأصيل، ويكفي ونحن نتذكره اليوم بأنه كانت آخر أمنياته له قبل وفاته أن تكون المملكة العربية السعودية مصدر إشعاع للإنسانية.. نحن أيها الإخوة والأخوات لا نبالغ في قدرتنا.. ولكننا نعتز بأن نتمثل بنهجه العظيم.. ولكننا لم نتوصل إلى مكانته العظيمة..
في الختام شكر سموه أعضاء اللجان الذين توافدوا إلى هذه المدينة الجميلة الصحراء الجميلة.. في المملكة العظيمة المملكة العربية السعودية.. لأنهم توافدوا إلى هنا لتكريم العلم والعلماء واختيارالأعمال والدراسات والبحوث التي تستحق التكريم والتي تستحق أن يعرفها القاصي والداني.
مقدراً لأعضاء الاختيار لأنهم شاركونا.. في هذا المنهج وفي هذه الجائزة مقدراً لكم العمل في هذه المهمة.. من المهمات الكبيرة التي تنتظركم بعد عودتكم فأنتم مطلوبون في جميع أنحاء العالم لعلمكم ومقدرتكم ومكانتكم العلمية والفكرية والحضارية في العالم.. أحييكم بهذه الجائزة في عامها الـ40 نتمنى من الله أن ترى ويرى من بعدنا هذه الجائزة وهي تنمو وتزدهر بعقول أمثالكم وبتشجيع أمثالكم.
أسماء الفائزين بالجائزة
بعد ذلك أعلن معالي أمين عام الجائزة د.عبدالعزيز السبيل بيان الأمانة العامة للجائزة، وقال: بعون من الله وتوفيقه، اجتمعت لجان الاختيار لجائزة الملك فيصل بفروعها الخمسة: خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب، والطب، والعلوم؛ وذلك في سلسلة من الجلسات امتدت من يوم الاثنين الحادي والعشرين من شهر ربيع الآخر عام تسعة وثلاثين وأربعمائة وألف إلى يوم الأربعاء الثالث والعشرين من الشهر نفسه، الموافق للثامن إلى العاشر من يناير عام ثمانية عشر وألفين، وقد توصلت إلى القرارات الآتية:
أولاً: جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام
قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام، منح الجائزة لهذا العام 1439هـ (2018م) للأستاذ الدكتور أرواندي جاسوير (الإندونيسي الجنسية)، أستاذ الكيمياء الغذائية والحيوية في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا. وقد منح الجائزة لمبررات منها:
إسهامه في تأسيس «علم الحلال» في مجال الأغذية من خلال مشاريعه وأبحاثه العلمية.
تطويره طرائق علمية حديثة لتحليل مدخلات صناعة «البدائل الغذائية الحلال»، وأخرى عملية لاستخراج الجيلاتين من مصادر غير محرمة مثل الأسماك والإبل.
ابتكاره مع مجموعة من الباحثين أساليب اكتشاف سريعة للمكونات غير الحلال في الأغذية، ومستحضرات التجميل، والمنتجات الأخرى التي يستهلكها المسلمون، ومنها جهاز «الأنف الإلكتروني المحمول» (Portable Electronic Nose) للكشف خلال ثوان عن وجود دهن الخنزير أو الكحول في الأغذية والمشروبات.
دوره الفاعل في إدارة المعهد العالمي لأبحاث الحلال والتدريب في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، وجعله مركزاً بحثياً علمياً في مجال الأغذية من منظور شرعي.
ثانياً: جائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية
قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية منح الجائزة لهذا العام 1439هـ (2018م) وموضوعها (الأعمال التي أنجزت في تحقيق كتب التاريخ الإسلامي والتراجم) للأستاذ الدكتور بشار عوَّاد، الأردني الجنسية، أستاذ الحديث في جامعة العلوم الإسلامية العالمية.
وقد منح الجائزة على مجمل أعماله في تحقيق كتب التاريخ الإسلامي والتراجم، لمبررات منها:
تَميُّز تحقيقه بالشمول زماناً ومكاناً، وامتداده إلى رجال الحديث والتاريخ ومشاهير علماء الإسلام.
إرساؤه، من خلال أعماله، قواعد وأصولاً للتحقيق جعلت منه علماً يقوم على الدقة والأمانة والتقصي. وقد ساعده على ذلك تمكنه من علوم القرآن والحديث واللغة، وتجلى ذلك في إسهاماته التدريسية والإشرافية في الهيئات العلمية.
ثالثاً: جائزة الملك فيصل للغة
العربية والأدب
قَرَّرت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل للغة العربية والأدب منح الجائزة لهذا العام 1439هـ (2018م) وموضوعها (الدراسات التي تناولت السيرة الذاتية في الأدب العربي)، للأستاذ الدكتور شكري المبخوت، التونسي الجنسية، الأستاذ في جامعة منوبة، وذلك لمبررات منها:
الأصالة في معالجة موضوعات السيرة الذاتية العربية وتحليلها.
قدرته على تمثل المنجز النظري، واستنطاق القيم الفنية والفكرية.
تعدد المداخل النقدية وتوظيفها في دراساته.
رصانة اللغة النقدية وجمالياتها في تحليل السيرة الذاتية.
رابعاً: جائزة الملك فيصل للطب
قَرَّرت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل للطب منح الجائزة لهذا العام، 1439/2018 وموضوعها (العلاج المناعي للسرطان) للأستاذ الدكتور جيمس أليسون (Professor James Allison)، الأمريكي الجنسية، الرئيس والمدير التنفيذي لقسم المناعة في مركز أم دي اندرسون للسرطان بجامعة تكساس، وذلك لإساهاماته في تطوير العلاج المناعي للسرطان، حيث اكتشف أن تحفيز المستقبلات (CTLA-4) يعمل على تثبيط الخلية المناعية (T-cell). وكان رائداً في تطوير مثبطات تلك المستقبلات واستخدامها في علاج أنواع متعددة من السرطان.
خامساً: جائزة الملك فيصل للعلوم
قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل للعلوم منح الجائزة لهذا العام، ألف وأربعمائة وتسعة وثلاثين، ألفين وثمانية عشر، وموضوعها (الرياضيات) للأستاذ الدكتور السير جون بول(Professor Sir John Ball) ، البريطاني الجنسية، أستاذ سيدلين للفلسفة الطبيعية في جامعة أوكسفورد، وذلك لمبررات منها:
إسهاماته الأساسية والفعالة في مجال المعادلات التفاضلية الجزئية غير الخطية، وحساب التغاير والأنظمة الديناميكية، حيث طور طرائق مبتكرة في هذه المجالات تستخدم كثيراً في رياضيات اليوم.
تطبيقه في عمله مفاهيم رياضية عميقة على مشاكل في الحياة العامة، واستحداثه تطبيقات في علم المواد، وإيجاده أساساً قوياً للسائل الكريستالي وانتقال الطور والمرونة غير الخطية.
خدمته المجتمع العلمي بصورة أوسع من خلال ريادته الفاعلة في قيادة مبادرات رياضية حول العالم.
والأمانة العامة لجائزة الملك فيصل تحمد الله على توفيقه، وتشكر عضوات وأعضاء لجان الاختيار الكرام والخبراء والمحكمين الأفاضل على ما قاموا به من جهود كبيرة، كما تشكر الأمانة كل من تعاون معها من المنظمات الإسلامية والجامعات والمؤسسات العلمية بالترشيح، وتقدم شكرها لكم على كريم حضوركم وتقدر لوسائل الإعلام تغطيتها لأنشطة الجائزة وتتقدم للفائزين بخالص التهنئة، آملة أن يمد الله العاملين في حقول الخير بالعون والرعاية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تصريح خاص لـ«الجزيرة»
عقب ذلك أجاب معالي الأمين العام للجائزة د.عبدالعزيز السبيل عن أسئلة الجزيرة حول انعكاس مثل هذه الجائزة على علاقات المملكة مع دول العالم أجاب قائلاً.. الحقيقة المملكة هي مهوى الأفئدة وبها الحرمان الشريفان وهذه تجعل المملكة العالم الإسلامي ينظر إليها من حيث قيادتها للإسلام والمسلمين وحتى الدول غير الإسلامية تنظر للمملكة بأنها تمثل هذا الدين الإسلامي الحقيقي الذي يتمتع بوسطيته وعدالته.. هؤلاء الفائزون هم يمثلون مثل هذه التوجهات في أبحاثهم وعلومهم.
ونحن في مؤسسة الملك فيصل لا نقف عند حدود العالم الإسلامي والعربي.. وإنما إلى العالم بأسره، والفائزون اليوم هم من أمريكا وأوروبا ومن جامعات مرموقة في العالم.. وهذه الجامعات تسعى إلى أن يحصل علماؤها إلى مثل هذه الجائزة العالمية.. ونحن نشعر بأن المسؤولية تصبح علينا أكبر من حيث مستوى الأشخاص والموضوعات.
وحول سؤال آخر لـ(الجزيرة) ماذا أضاف هؤلاء العلماء إلى المملكة قال نحن لا نتحدث ماذا أضافوا إلى المملكة.. نحنا نتحدث عن جوائز مجردة للعلم وما قدمه هؤلاء للإنسانية بشكل عام.. أو العلماء المسلمون الذين فازوا ببعض الجوائز المتصلة بالثقافة الإسلامية، ولذلك نحن لا ننطلق من منطلقات قطرية أو منطلقات قومية وإنما انطلاقاتنا منطلقات عالمية ذات أبعاد إنسانية أوسع.