هدى بنت فهد المعجل
الفكرة بضاعة مزجاة.. اصطيادها حرفة.. وتقديمها فن.. فكيف بإتيانها والتفاعل معها..؟! أجل.. الفكرة بضاعة مزجاة؛ بدليل كثرة كتّابها.. حيث لم يعد الكاتب يجد صعوبة في التعرض إلى فكرة أو التطرق لها.. وربما يشترك عدة كتّاب في استعراض مفاتن فكرة واحدة.
تختلف الفتنة التي جاء بها الأول عن فتنة العاشر، أو السابع، والثالث بحيث نخرج من كل شخص منهم بفائدة تجيّر، لصالحه، حقوقها.. لذا أستغرب لجوء أحدهم إلى الإعلان عن موت الفكرة!!
ثم أتساءل هل يقصد موت الفكرة المتداولة والمطروحة على أسطح الحياة الملساء، والخشنة، واللزجة، والمتعرجة..؟ أم موت أسلوب التقاطها، والصياغة لها، وتسليط الضوء الدقيق عليها..؟ الأفكار تترى ما دامت الحياة.. وما دام البشر ينهلون من معين التجارب، والمواقف، والصدف.. من ملعقة العسل.. وقطرة المر.. وكأس الحنظل.. أو يستحمون في نهر السعادة الجاري بفعل بركة الإيمان، وسون الرضا.
الأفكار تترى وتتساقط كحبات مطر متتالٍ لا يكف ولا يهدأ.. ولكنها في حالة ترقب مستمر لحبر المحبرة، ورأس القلم في انسيابه من ذهن.. وبين أنامل من يحسن ويتقن حرفة الانسياب الملم في احتوائه العميق..
دولاب الحياة يدور باستمرار.. ولم ينو التوقف بعد؛ ما دام القدر لم يأذن له بالتوقف.. وصور الأحداث على أرض الحياة متعددة وتتكرر.. ولكن بأوجه مختلفة، وكيفية لا تشبه الكيفية الأخرى.. فهل في كل مرة نصطاد فيها الفكرة، يتم اصطيادها بالطريقة ذاتها!! ثم طهيها الطهي المعتاد لدى جميع طهاة الفكرة.. لأنه لو كان الأمر هكذا لما تفنن طهاة المطاعم في تقديم أفضل أنواع الطهي.. ولما وجدنا الإقبال على أشده، على مطعم، أو مقهى، وفندق.. أو رأينا التراجع عن ذلك الفندق أو المطعم والمقهى بمجرد انبعاث رائحة أطباقه.. وقبل تذوقها!!
الفكرة لم ولن تمت والطهاة لها على أشدهم!! ووهم (موت الفكرة) قد ينتج عنه تعاظم (فكرة الموت) في ذهن من لا يحسن اصطيادها، والصياغة.