فوزية الجار الله
تابعت مؤخراً محاضرة رائعة وجدتها على موقع «تيد» وهو من أفضل المواقع العالمية لتقديم المحاضرات من أنحاء العالم قاطبة..
المحاضرة بعنوان: «هل نملك الجرأة لنسأل: لماذا نخشى التقدم في العمر؟».. مقدمة المحاضرة هي سيلا وورثي وهي باحثة ومستكشفة في مجموعة أوكسفورد للأبحاث، وهي منظمة غير حكومية، قامت سيلا بعدة إنجازات وتقلدت عدة مناصب كان آخرها عضويتها في مجلس المستقبل العالمي وقوة المهمة الدولية في الحماية الدبلوماسية، تم ترشيحها 3 مرات لجائزة نوبل للسلام، وفي عام 2003 فازت بجائزة «نيوانو» للسلام على عملها في مجموعة أبحاث أكسفورد، هنا سألقي شيئاً من الضوء على محاضرة سيلا الني تستحق التأمل: تم تقديم المحاضرة في عام 2012م وهي باللغة الإنجليزية وقد حاولت قدر الإمكان استخلاص النقاط الهامة التي وردت فيها:
تقول الباحثة في محاضرتها: أود أن أتجرأ وأسأل لماذا نخشى التقدم في العمر، لأنه حتى أؤلئك الأشخاص في عمر الخامسة والعشرين يخافون التجاعيد، ولا نجرؤ على الحديث حول ذلك في العلن لعامة البشر. وتقول كل من لديه شعر أبيض مثل شعري يعرف جيداً ما هي متلازمة التمويه (الإخفاء)، بدأ الشعر الأبيض يغزو شعري في الخامسة والثلاثين ثم أخذت أعيد إليه لونه الأصلي من خلال الصبغة، كان ذلك مكلفاً ويستغرق كثيراً من الوقت وحين بلغت الخمسين «من عمري» قررت أن أتوقف عن ذلك تماماً قصصت شعري وتركته بلونه الأبيض.
من المحتمل أن يكون التمويه والإخفاء هو أحد المفاتيح للتقدم في العمر والسبب أن كل تركيزنا حالياً حول التدابير والإجراءات لجعلنا نبدو أصغر عمراً، وهذا ما تحفزنا إليه وسائل الإعلام الغربية.
وتسأل الباحثة (هل تعلمون كم ينفق العالم على المنتجات المقاومة للتقدم في العمر ما بين عبوات الدهان للتجاعيد، البوتكس، زراعة الشعر، شد الوجه ؟! يبلغ الإنفاق لكل ذلك حوالي: 274 مائتين وأربعة وسبعين بليون دولار سنوياً يمكننا بهذه الأموال إيجاد حلول للفقر والجوع، وتوفير المياه الصالحة للشرب للشعوب في أنحاء العالم، وكذلك حماية الأطفال من المرض والموت، وبعد كل ذلك الإنفاق سوف يتبقى لدينا تسعة وأربعون بليوناً.
ثم تتساءل: لماذا كل ذلك التهافت للحصول على مظهر أكثر شباباً؟!.. هل سبب ذلك هو الخوف من الموت؟.. بل هو لتفريغنا من الداخل وتوجيه اهتمامنا إلى مظهرنا الخارجي وحسب، من خلال ارتداء أقنعة خارجية تكون حجاباً مانعاً عما نحن عليه حقاً.. هذا بعض مما ذكرته الباحثة في محاضرتها الممتعة. ومضت خمس سنوات تقريباً على المحاضرة ولايزال العالم كما هو عليه في هذا الاتجاه فيما يختص بالتجميل ومواجهة التقدم في العمر للنساء والرجال. في النهاية أقول لا مانع من شيء من الاهتمام بالمظهر على ألا يكون هو المبتدأ والمنتهى وننسى حقائقنا وجوهر أعماقنا وقبل هذا وذاك ننسى هدف وجودنا الأسمى على هذه الأرض.