محمد بن عبدالله آل شملان
بعد مرور 650 يوماً على الموافقة على رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وما جاء على إثرها من قرارات لتحقيقها، وبعد 20 يوماً من إقراره الميزانية العامة للدولة للعام المالي الجديد 1439 - 1440هـ، وبعد 7 أيام من تطبيق ضريبة القيمة المضافة في المملكة، كجزء من الاتفاقية الموحدة لضريبة القيمة المضافة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبدء سريان التطبيق التدريجي لبرنامج إصلاح الطاقة، ها هو سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ومتعه بموفور الصحة والعافية - يتقدّم بآمال وطموحات أبنائه المواطنين خطوة كبيرة إلى الأمام، حين يعلن عام 2018م عاماً لتخفيف الأعباء لتحقيق النماء.
وعندما تبرم المبادرة من أعلى مستويات القرار في الوطن، ومن رجل بحجم واهتمام وبعد نظر ملكنا المفدى، خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - فإن هذا يعكس أهمية المضمون الذي تمثّله المبادرة وآثارها الإيجابية التي ينتظر أن تتركها على مستقبل هذا الوطن الكبير (المملكة العربية السعودية) وأبنائه على كل الأصعدة.
والواقع أن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - وهو يعلن عن اعتماد عام 2018م عاماً لتخفيف الأعباء لتحقيق النماء من خلال حزمة ضخمة من مصادر الدخل المتنوعة انطلاقاً من صرف العلاوة السنوية، ومروراً بتخصيص مبلغ مقطوع للموظفين الحكوميين، يصل إلى 1000 ريال شهريًّا، و500 ريال للمتقاعدين، وليس انتهاءً بتحمُّل الدولة الضريبة المضافة في قطاعي التعليم والصحة، قد وضع نصب عينيه ونصب أعيننا أيضاً، هدفاً إستراتيجياً يصب في مصلحتنا الوطنية، وتستكمل مسيرة الوطن التنموية والتطويرية نحو تحقيق أهداف «رؤية 2030»، بزيادة حجم الاقتصاد الوطني واستمرار نموه، من خلال تنويع القاعدة الاقتصادية ومصادر الدخل، والقدرة على التكيف مع التطورات وتجاوز التحديات.
وكان هدف ذلك القرار، كما نصّ عليه الأمر الملكي الكريم، هو بناءً على ما عرضه صاحب السمو الملكي ولي العهد بشأن ما سيترتب على الإجراءات الضرورية التي اتخذتها الدولة لإعادة هيكلة الاقتصاد من زيادة في أعباء المعيشة على بعض شرائح المواطنين، ورغبة منا في التخفيف على أبنائنا وبناتنا.
وكان من أصدر هذا الأمر - أيده الله - هو الذي عاهد نفسه بالسعي المتواصل نحو التنمية الشاملة المتكاملة والمتوازنة في مناطق المملكة كافة، والعدالة لجميع المواطنين، وإتاحة المجال لهم لتحقيق تطلعاتهم وأمانيهم المشروعة في إطار نظم الدولة وإجراءاتها.
وتمثّل مبادرة مقامه الكريم - سلّمه الله - «عام 2018م عاماً لتخفيف الأعباء لتحقيق النماء»، التتويج الطبيعي لمشروع والد الجميع الملك الراحل عبدالعزيز - طيب الله ثراه - للرعاية الاجتماعية غير الملتزمة بالنمط التقليدي في تقديمها، الذي هو على الأرض وفي الواقع جزء تكاملي من مشروع عاهل هذا الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، وعضده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
وجهود خادم الحرمين الشريفين بتنفيذ ما طالب به مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، بإعادة جميع البدلات والمكافآت والمزايا المالية لموظفي الدولة بعد تحسُّن المستوى المالي للإيرادات العامة لا تخفى، هذا عداك عن تحفيز القطاع الخاص الذي يهدف إلى تعزيز القدرات التنافسية لعدد من شرائح الاقتصاد الوطني، وتطوير منتجاته إلى جانب تحسين بيئة الأعمال التجارية والاستثمارية، وتسهيل تنفيذها في المملكة، وتحسين وتعزيز الدور التنموي للقطاع الخاص في الاقتصاد الوطني وفقاً لرؤية المملكة العربية السعودية 2030.
كل هذه المبادرات أصبحت اليوم تصب في المسار الرئيس، وهو «تخفيف الأعباء لتحقيق النماء»، الذي يؤسس لواقع أنّ تخفيف أثر الإصلاحات الاقتصادية يتجاوز الأمل الفردي الآن، إلى الضرورة الشعبية الوطنية كجزء أساسي من مشروع النهوض السعودي الذي نقبل عليه بعون الله، ثم بإرادة وهمة قادتنا وشعبنا.
لم يعد قرب قيادة هذا الوطن الكريم من مواطنيها ترفاً ولا تسلّياً، بل أصبح غاية وطنية عظيمة، علينا واجب التعامل معها بهذا المستوى من الجدّية، فأنت الآن لن تتذلل صعوباتك الاقتصادية فحسب، وإنما سيتجاوز ذلك إلى تنويع مصادر دخل وطنك، بما يعود بالنفع على جميع أبنائه، وما يعنيه ذلك من أن تسعى لرفع شخصيتك الثقافية والاقتصادية ضمن الإطار الوطني العام، وأن تستوعب مداركك في متطلبات العصر الآني والتنمية المستدامة، وقبل هذا وبعده، كيف تبتكر الحلول الواقعية لما يواجهك من تحديات للحصول على أهدافك.
السؤال الذي يحضر الآن، هو أين مكانك أخي المواطن أختي المواطنة من ذلك كله؟، دعني أذكرك أنك المقصود بهذا الكلام، وقد أعلنها وقالها مسبقاً بكل وضوح سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله-: «تسعى بلادكم إلى تطوير حاضرها وبناء مستقبلها والمضي قدماً على طريق التنمية والتحديث والتطوير المستمر بما لا يتعارض مع ثوابتها متمسكين بالوسطية سبيلاً والاعتدال نهجاً كما أمرنا الله بذلك معتزين بقيمنا وثوابتنا».
ما يجب عليه فعله، اليوم، وليس في الغد، أن تقوم بعمل برنامج عن خصائص هذا الوطن وسماته، الذي جعل حياته كلها كفاحاً من أجل الرخاء والرفاهية ومنح مواطنيه وغيرهم الفرح والحبور، أو تخصص جلسة عائلية كل أسبوع أو أكثر أو أقل لمناقشة كتاب تقرؤه العائلة عن تاريخ هذا الوطن الشامخ بصفاته المعنوية وقاداته النجباء. دعني أحفّزك وأشجعك هنا، لماذا لا يكون أول جلسة هو الحديث عن رؤية المملكة 2030 وما تم بذله لتحقيقها وما فعلته القيادة لمواجهة تحدياتها - منحنا الأمن والسعادة في ظلها -؟.
أخي السعودي، أختي السعودية: ها هو خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - يخاطبكم بقراره الأبوي وروحه القيادية وبعد نظره، ليخبركم أن قربه واهتمامه منكم أصبح واجباً وطنياً، وقيمة وطنية عالية، فهل أنتم - جميعاً - مستعدون؟. وعلى قوله واعون: «إن الأمن في الأوطان من أجل النعم، فلا تنمية ولا علماً ولا حضارة بلا أمن، وينبغي الاستمرار في تكاتف الجهود للمحافظة على هذه النعمة والتوعية بأهميتها، وإننا على ثقة بقدرات المواطن السعودي، ونعقد عليه - بعد الله - آمالاً كبيرة في بناء وطنه، والشعور بالمسؤولية تجاهه».
حفظك الله يا سيدي سلمان، وأيدك بنصر من عنده، ووفقك لصالح الأعمال وأعظمها، وأعانك على أداء مسؤولياتك الجليلة، ومنحك الخير والصلاح والرفعة، وشد أزرك بولي عهدك البار، وبأعوانك الصادقين المخلصين، وجعل وطننا وأمتنا العربية والإسلامية ترفل بثوب الأمن والاستقرار والسلام. إنه نعم المولى.. ونعم النصير.. وهو على كل شيء قادر وقدير.