أ.د.عثمان بن صالح العامر
التوازن بين متطلبات الحاضر واحتياجات المستقبل يحتاج ذهنية متقدة، ونظرة ثاقبة، وبصيرة نافذة، وعزيمة صادقة، وتفكيرًا عميقًا وطويلاً، وتخطيطًا وتدبيرًا وتوفيقًا وتيسيرًا من رب العالمين، وهذا قلما تجده متحققاً على المستوى الشخصي بالنسبة للمواطن الفرد فضلاً عن الكيان الأُسَري المحدود العدد المحصور المصروفات، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بدولة مترامية الأطراف، وغالبية شعبها شباب وفتيات، وتواجه تحديات وعقبات، وتخوض معارك ومنازلات؟!
لقد جاء التأكيد الرسمي في أكثر من مناسبة أننا ماضون في الإصلاح الشامل والمتكامل لمنظومة العمل التنموي الحكومي والخاص والأهلي على ضوء رؤية المملكة 2030 وفي إطار مشروع التحول الوطني 2020 الذي يهدف في الأساس إلى تقليل الاعتماد على النفط باعتباره مصدراً وحيداً للدخل السعودي، وبناء على هذا التوجه المفصلي في البناء الاقتصادي برمته جاءت الإصلاحات الأخيرة مع إعلان ميزانية عام 2018م، التي شعرت معها شريحة من المجتمع بالعنت والتبرم جراء تطبيق القيمة المُضافة وارتفاع أسعار الوقود الذي ما إن وصل -هذا الصوت الشعبي- خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حتى بادرا -حفظهما الله ورعاهما- إلى تقديم الدعم الكامل لكل فئات المجتمع وشرائحه، حتى يتسنى لهم التكيف والتوافق في هذا العام المالي الحالي مع مستجدات التغيير وخطوات الإصلاح الضرورية لضمان المستقبل الاقتصادي الشامل والمتكامل للمملكة العربية السعودية حسب ما هو مخطط له ومرسوم، فكانت الأوامر الملكية السامية الكريمة التي فيها الدليل الواضح والبرهان الحق في أن ولاة أمرنا قريبون من الوجع اليومي للمواطن السعودي، مطلعون ومتابعون لصدى كل قرار يصدر، ويملكون مفاتيح الحل الذي يضمن استمرار خطوات التغيير المقرة سلفاً، مع عدم المساس بالمدخلات المالية لإنسان هذا الوطن المعطاء، ومن ثم تحقيق التوازن المنشود وإشراك كل منا في دفع عجلة الإصلاح نحو الهدف المحدد بشفافية ووضوح خلال هذا العام.
إنني في الوقت الذي أثمن فيه النظرة الحانية واللفتة الأبوية الرائدة الرائعة من لدن ولاة أمرنا أدامهم الله وحفظهم ورعاهم أزجي جزيل الشكر والتقدير لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسيدي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز على ما قدموه ويقدمونه لنا من عطاء وبذل ووفاء، وفي ذات الوقت أسأل الله عز وجل أن يديم علينا ما نحن فيه من نعمة الأمن والأمان والتكاتف والتعاون والتآلف والترابط والوقوف صفاً واحداً متراصاً خلف قيادتنا العازمة الحازمة الرحيمة الحانية الماضية في مشاريع الإصلاح الاقتصادي المدروسة من أجل غد أفضل لإنسان الوطن وقاطنه والزائر له، ودمت عزيزاً يا وطني، وتقبلوا جميعاً صادق الود والسلام.