د. محمد عبدالله العوين
علم الغيب عند الله سبحانه وتعالى، ومن يدَّعي أنه يتنبأ أو يعلم ما سيقع من أحداث على مستوى الشخصيات أو الدول والشعوب فهو دجال أو مشعوذ، كما يتاجر بذلك أرباب الكهانة من باب التكسب بتنبؤ قد يصدق وقد يخفق، فإن كانت الأولى كسب وإن كانت الأخرى فسرها المنجم بأن ثمة احتمالات تحقق بعضها فقط.
ذلك شأن لا علاقة لي به ولا أصدقه؛ بل أضحك عليه كثيرا في نهايات كل عام ميلادي مع انفجار المواقع وتخمة الشاشات بالمدعين والدجالين وقراء الأبراج والطوالع والكفوف، وكتبت مقالات موسمية في مستهل أعوام سابقة عن هذه الظاهرة الكذوب.
وبما أنني في براءة وحل من أمري في شأن الكهانة والشعوذة والدجل أقدم على قراء ذاتية كحدس أو توقع أو استشراف للمستقبل السياسي للمنطقة من واقع قرائن التطورات والأحداث والمستجدات التي تفاجئنا كل يوم بما يزيد الأمور غموضا وتعقيدا حينا، وبما يدفعها إلى انفراج قليل في الرؤية أحيانا أخرى.
أتوقع أن يسقط نظام ولاية الفقيه في إيران قريبا بهذه الثورة التي اشتعلت في كل أنحاء إيران، أو بثورات تابعة لها قادمة ليست بعيدة تتكئ على ما فتحته هذه الثورة الشعبية من أبواب ونوافذ وما حققته من مكاسب تعجل بسقوط النظام، وقد تتطور الأمور إلى أن تتحول انتفاضة شعوب إيران إلى حروب أهلية انفصالية، ولو حدث هذا فإن أزمة إيران ستطول؛ لكن قد يتدخل الجيش فيحسم الأمر بإفشال الثورة ويبقى النظام إلى حين ليس ببعيد، أو قد يتدخل لصالح الشعب وينقل إيران إلى مستقبل جديد لا وجود فيه لعمائم قم، وهذا ما أرجحه وأميل إليه من باب أن عاقلا سيتدخل لحماية إيران من الوقوع في لهيب الحروب الأهلية وينقذ بلاده.
لكن ما يخشى أن يتدخل الروس - كما فعلوا في سوريا - فتتعقد الأمور ويتمدد بقاء النظام إلى حين ليس ببعيد أيضا.
والاحتمال الأكبر الذي أرجحه أن يسقط الخمينيون.
ستنفرط السبحة فيسقط الحوثيون بعد أشهر وجيزة، ويتلاشى حزب الله بعد أن يكابد آلام الجوع.
مع فشل أكبر شيطان في المنطقة وانكساره وهزيمته ستخور قوى أطراف المؤامرة على المنطقة، ويجد تنظيم الحمدين نفسه في حالة ضيق قاتلة لا مخرج له منها إلا التسليم والإذعان لشروط الدول الأربع، وبعدها قد يحدث تغيير للنظام من داخل قطر.
ومع تطورات هذه الأحداث - لو سارت في خطها الإيجابي المتوقع واستبعدنا الاحتمالات السيئة بتدخل الروس - سترتفع أسعار البترول وتتحسن الأوضاع الاقتصادية لدول المنطقة وتدخل في حالة ازدهار، وقد يصل ثمن برميل البترول إلى ما فوق المائة دولار، وسيترتب على ذلك إعادة ترتيب أوضاع الاقتصاد في عدد من دول الخليج العربي.
وستجد تركيا نفسها وحيدة في تقاسم المطامع والهيمنة على النفوذ في المنطقة بعد سقوط الشريك الخميني وتعود - كما يفعل تنظيم الحمدين - إلى المهادنة من جديد مع دول الخليج.
والله أعلم.