إبراهيم بن سعد الماجد
عندما صدرت الأوامر الملكية التي جاءت مراعية ظروف الأسرة السعودية, لم تفاجئني, كوني موقناً بأنها ستكون, وما ذلك إلا بمعرفتي بقيادة وطني منذ أن ظهرتُ على هذه الدنيا, فكلَّما ادلهمت واسودت الدنيا في عيون الشعب جاء ولي الأمر وكأني أسمع صوته يقول (إلا شعبي لا أنام وهو مهموم)، وهذا هو الواقع.
الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان أعرفهما بما يملكانه من حرص شديد على شؤون المواطنين, وعندما تحصل بعض التغييرات والقرارات ويلمسا أنها أضرت بالمواطن تجد اليد الحانية تسبق ألمهم محققة للشعب ما يريده, بل ربما أكثر.
أنا أقول إن الأسرة المالكة منذ التأسيس وإلى هذا اليوم لم تكن في برج عاجي أبداً، بل إن كل أفراد الأسرة مع أفراد المجتمع في تمازج إن دل على شيء فإنما يدل على أننا فعلاً شعباً وقيادةً أسرة واحدة.
ما كان قبل الأوامر الملكية كان مؤلماً لا شك, لكنني كنت متيقناً أن ألم الشعب يسمعه ولي الأمر بقلب الأبوة الحانية والمحبة الصادقة, ولذا فإن مقولة (تقاسم رغيف الخبز) التي قالها فيما اعتقد الملك عبد العزيز مع المواطن هي حقيقة واقعة, وما حدث من أوامر ملكية لن تكون هي الأخيرة، فالقيادة تدرس كل ما يمكن أن يكون فيه سعادة للمواطن وتقدمه له, وتنظر إلى كل ما فيه مشقة وعناء على المواطن وترفعه عنه.
المواطن السعودي طوال هذه العقود لم يكن إلا محط أنظار العالم بما يحظى به من عناية ورعاية من قبل قيادته, والقيادة ما زالت على هذا النهج ولن تحيد عنه أبداً, ومصير كل ناعق الخسران المبين.
بحكم قربي من سمو أمير منطقة القصيم الأمير الدكتور فيصل بن مشعل كثيراً ما أسمعه يؤكد أن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده يؤكدان دوماً عند لقاء سموه بهما على المواطن وأن يكون في أحسن حال, وسمو الأمير فيصل أتعب فريقه في متابعته الحثيثة والدقيقة في كل ما يخص المواطنين في منطقة القصيم, وأقولها والله شهيد على ذلك أنه لا يستقر له قرار ولا تغمض له عين وهو يعلم أن فيه مواطن طلب منه علاجاً أو مساعدة معينة, فتجده يتابعها ورقياً وهاتفياً ويؤكد إنهاء هذه المعاناة, وكثيراً ما يتصل بالمسؤولين في المنطقة في الساعات الأخيرة من الليل, وكثير ما طلب موافاته برؤية أو مقترح أو خطة من أجل توظيف الشباب, أو تسهيل أمر ما, أو دعم للمؤسسات الخيرية, وبين يدي الآن الكثير منها, هذا نموذج من النماذج الكثيرة لعناية الدولة بالمواطنين, وحرص القيادة على كل ما من شأنه راحة ورفاهية المواطن.
العالم من حولنا مضطرب ونحن - بحمد لله - في أمن وأمان ورغد عيش لماذا؟ سؤال مشروع أجد جوابه حاضراً في أكثر من حديث لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهد الأمير محمد بن سلمان وهو: أننا أولاً نحكم شرع الله فدستورنا الكتاب والسنة, ولأننا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر, ولأننا شعب وقيادة أسرة واحدة, فقوتنا تنبع من داخلنا, وهذه والله هي القوة الحقيقية, فمن قرأ التاريخ يعرف أن الدول التي عُمرت ما كان ذلك ليكون لولا أن جبهتها الداخلية قوية متماسكة, أما الدول التي كانت تعتمد على قوى خارجية فكان نصيبها الزوال.
المملكة العربية السعودية لم تكن يوماً ما تعتمد على قوى خارجية ولن تكون بإذن لله, فقوتها من تمسكها بدينها واعتمادها على الله أولاً ثم بقوة لحمتها الداخلية التي هي مثار استغراب العالم بأسره.
سنبقى شعباً مخلصاً وقيادة وفية ما بقي التاريخ بإذن لله, سيروا على بركة الله كتاب الله نوركم وسنة رسوله هاديتكم، ولن نقول إلا.. ولو خضتم البحر لخضناه.