فهد الحوشاني
صفعت عهد التميمي بنت السادسة عشرة جنديًا إسرائيليًا وركلته، ربما فعل ذلك الكثيرون، لكن من سوء حظ المحتل أن الكاميرات سجلت تلك الصفعة كما سجلت أيضًا معاملة جنود الاحتلال للأطفال مما أثار سخطًا عالميًا! عهد مناضلة فلسطينية من أسرة شاركت في مقاومة الاحتلال! مجاهدون ومناضلون حقيقيون! لم تكني نفسها بأم المثنى أو أم الرباب!! وغيرهما من الشباب لم يكنوا أنفسهم بأبي القعقاع أو أبي حفص وأبي تراب ثم راحوا يقتلون الأبرياء في تفجيرات المساجد وغيرها كما فعل المنخدعون بداعش وتنظيم القاعدة! عهد وجيلها من الشباب الفلسطيني، مارد يخرج في وجه الاحتلال كلما اعتقد أن نار المقاومة انطفأت فاجأه (الأطفال) و(المراهقون) بمواجهات سلمية لا سبيل للتعامل معها إلا بانكشافهم للعالم! كلما اعتقد أنه سيرتاح بعد رحيل الجيل الذي يعتمر (الكوفية) الذي عاصر وحارب وواجه الاحتلال خرج له جيل (مودرن) بلباسه وقصات شعره لكنه لا يقل شراسة في مقاومته! في كتاب الدكتور عبدالله الغذامي (الثقافة التلفزيونية: سقوط النخبة وبروز الشعبي) يقول: (إن الشباب الذين يلبسون الجينز ويأكلون الوجبات السريعة هم أنفسهم الذين يقفون ضد سياسات الهيمنة.
النضال والرباط لدى الفلسطينيين عقيدة لم تتغير وليست معنية بالاتفاقيات والمعاهدات فهم يتعاملون على أرضهم مع محتل غاشم أكل الأخضر واليابس.
عهد تناضل بيديها وصوتها، رفعت ضد الاحتلال شعار (اخرجوا من أرضنا فهي ليس أرضكم). وهي تمثل جيل الانتفاضة الذي يقاوم الاحتلال بكل الوسائل الممكنة لكنه لم يدجن ولم ينس قضيته!
في المقابل ومع الأسف الشديد نشاهد غزة التي تشهد تحولاً خطيرًا، فلقد خرج علينا (يحيى السنوار) قائد حماس ممجدًا إيران و(قاسم سليماني) ولم يتبق إلا أن يقول: إنه صلاح الدين الذي سيحرر فلسطين من جديد، مشيدًا بهراءات وشعارات سليماني الذي أكد له وقوف إيران وفيلق القدس مع الفلسطينيين! واصفًا كل من انتقد تواصل حماس مع إيران وسليماني بأنهم متصهينون!
وإذا كان الإخوة في غزة يغمضون عيونهم عن أفعال إيران وقاسم سليماني في العراق وسوريا واليمن! فهذا خلل خطير يطرح علامات استفهام حول سلامة عقيدتهم وعروبتهم! فالبدهي من ناحية العقيدة والعروبة أن يكونوا مع الضحايا والموجوعين والمهجرين من إخوتهم العرب في العراق وسوريا واليمن لا أن يجاهروا باتصالات مع دولة ترعى الإرهاب وتثير الفتن في الدول العربية! ويصفوا من أنكر عليهم ذلك بأنه متصهينون!
وعليهم أن يتعلموا من شباب القدس والضفة الذين يقدمون التضحيات الحقيقية على الأرض وتركوا الشعارات وإطلاق الصواريخ العبثية التي توجه لإسرائيل فلا تفعل شيئًا سوى أنها ترتد على أهل غزة غارات وتدميرًا وحصارًا!
عهد التميمي وشباب فلسطين الأحرار والمتحررين من كل الشعارات والتحزبات هم من سيحرر فلسطين وهم الشوكة التي ستبقى في ظهر المحتل ولن يتخلص منها إلا بعد أن يرضخ ويقر بحقوق الفلسطينيين التي أقرتها الهيئات الدولية، في حين سيبقى لأصحاب الشعارات وبائعي المبادئ مواقفهم المتلونة والمتبدلة.