اطلعت في مجلة طيف جامعة سلطان بعددها 171 لشهر محرم 1439هـ على كلمة جميلة هادفة، عنوانها: (كل عام ووطني بأمان.. ماذا يعني ضياع الأمان في الأوطان) بقلم د. أميرة بنت علي الزهراني. كل مفقود قابل للاستعاضة إلا الأمان، ثم رددت الكاتبة عبارة (حين لا تكون آمنًا مطمئنًا مستقرًّا في وطنك) ست مرات، وبعد كل مرة تأتي الكاتبة الفاضلة المخلصة بأمثلة وشواهد لما يكون عليه الحال حين لا تكون آمنًا مطمئنًا مستقرًّا في وطنك، وكيف (تتنغص) حياتك، وتسوء حالك، وتسودّ حياتك، ويضيق صدرك.
وختمت الكاتبة بهذا الدعاء (اللهم آمنا في أوطاننا، وأدم علينا نعمة الأمن والأمان والاستقرار، اللهم من أراد بلادنا بسوء فأشغله في نفسه، ورد كيده في نحره.. إلخ)
شكرًا للكاتبة على هذه الكلمة الهادفة الرائعة، والنصيحة الغالية التي تدل على إخلاص، ووطنية، وحرص على مصلحة بلدها وأمتها. أكثر الله من أمثالها.
* * *
سبعة قتلى في حادث مروري واحد
أمامي قصاصة من جريدة (الوطن) في صفحة (18) بتاريخ 3-1-1439هـ التي استلت من الجريدة، ولا أدري كيف استلت؟ ومَن استلها؟ لأن كثرة صحفنا وتشابهها تحد من اقتنائها.. وكانت هناك فكرة دمج بعض الصحف ببعضها، ولكن المشروع فشل فشلاً ذريعًا.
هذه القصاصة أيها السادة والسيدات.. أقصد أيها السيدات (السائقات) عنوانها (وفاة 58 شخصًا وإصابة 730 من بني آدم في حوادث مرورية خلال 20 شهرًا في مدينة العيون ونحوها في المنطقة الشرقية الأحساء).
والأدهى من ذلك والأمرّ هو ما جاء في القصاصة من خبر مؤلم لحادث وقع بين مدينة (العيون) وشاطئ (العقير)، قُتل فيه 7 أشخاص (لا حول ولا قوة إلا بالله)، بينهم 6 أفراد من عائلة واحدة!!
ولكن.. أتدرون أيها الإخوان - أقصد أيها الإخوة - عن سبب الحادث؟ إنه - ويا للهول - وجهًا لوجه (لا حول ولا قوة إلا بالله) مرة ثانية ومرات.
إنه التجاوز الخاطئ، وأسميته في مقالات كثيرة لي التجاوز القاتل.
نعم.. إنه التجاوز القاتل.. يتجاوز بعض السائقين (أي يسقطون) (اللهجة العامية) في منعطفات، وفي مرتفعات، وأحيانًا لا يقدرون المسافة التي بينهم وبين السيارة المقابلة، (فيسقطون)؛ وتكون الكارثة.
في السنوات الماضية جمعت قصاصات كثيرة من صحفنا، تضم حوادث (وجهًا لوجه)، يموت فيها أشخاص - رحمهم الله، ورحم والدي ووالديكم -، وينقل آخرون لورش بني آدم (المستشفيات).
أيها الناس، أيها المواطنون السائقون، ويا أيتها المواطنات السائقات.. احذروا واحذرن من حوادث المرور، وانتبهوا وانتبهن لأخطاء الآخرين، ولمفاجآت الطرق والشوارع.
واعلموا واعلمن أن القيادة فن وذوق وأخلاق، وإياكم والتجاوزات الخاطئة القاتلة.
وإياكم والسرعة، وتجنبوا عكس السير، والأنوار العالية، والبواري المزعجة، (وكونوا عباد الله إخوانًا) (سائقين نشامى) (وسائقات نشميات) بدون حوادث ولا إزعاج؛ لتعودوا لبيوتكم وزوجاتكم وأولادكم سالمين غانمين (وفي العجلة الندامة، وفي التأني السلامة).
* * *
سرقت ذبيحته
قرأت في جريدة (الشرق) السعودية بتاريخ 15-6- 1438هـ خبرًا طريفًا، عنوانه (شابان يسرقان ذبيحة ضيوف في الخُبر [بضم الخاء]). أما الخَبر (بفتحها) فهو من محمد الشهراني أحد مخبريها أو محرريها المنتشرين. والسرقة ليست غريبة (لا حول ولا قوة إلا بالله). (اللهم آمنا في أوطاننا).
والغرابة جاءت من المضيف الذي رفض ربع تيس (مندي) كان عند الطباخ، بل أصر على ذبيحة كاملة بشحمها، ولحمها، ورأسها، وكرشتها، ومصارينها، وقلبها (إن كان لها قلب!)، وأتعب نفسه وأصدقاءه، وأهان ضيوفه (بتأخيرهم) ليأتي بالتقاليد كاملة.
وكان بإمكانه أن يكتفي بربع التيس مع ما تيسر من دجاج ولبن وحليب وزبادي (ولا بأس من بعض النواشف) أو قرصان يابسة والفاكهة، ولكن التقاليد غير الحسنة هي التي جعلته يصر على ذبيحة كاملة، أعدتها العمالة غير النظيفة، وبما تضيفه لها من زيوت وطبخ الإلية معها، فتكون الذبيحة بطبخ غير نظيف ودهون في دهون مدعاة لـ(الكروش).. «ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًّا من بطنه..» الخ. (اللهم لا حولينا ولا علينا).
* * *
حبًّا جمًّا
رجل يحب (زوجته) حبًّا جمًّا، ويظهر أنها تحبه حبًّا أقل من الجم. المهم أن صاحبنا اشتاق لها فقال:
سألتها التقبيل من خدها
عشرا وما زاد يكون احتسابا
فمذ تلاقينا وقبلتها
غلطت في العد وضاع الحساب
* * *
أحمد شوقي ومحمد عبدالوهاب وجبل التوباد
ألَّف أحمد شوقي أمير الشعراء كما يقول البعض، والبعض الآخر يرى أن ذلك هو أبو الطيب المتنبي، وتوسط بعضهم فقال: ذاك قديم وهذا جديد..
أحمد شوقي (أيًّا كان) ألَّف مسرحية شعرية جميلة، عنوانها مجنون ليلى، إحدى قصائدها مطلعها:
جبل التوباد حياك الحيا
وسقى الله صبانا ورعى
فيك ناغينا الهوى في مهده
ورضعناه فكنت المرضعا
إلى آخر القصيدة التي غناها - عفوًا - أقصد أنشدها (المنشد) محمد عبدالوهاب صاحب (يا وابور قل لي رايح على فين)، (ويا غزال إجْر)، وغيرهما من (أناشيده) القديمة الجميلة.
* * *
جبل التوباد
وجبل التوباد أيها السادة والسيدات - أقصد أيها السيدات والسادة - مطل على قرية (الغيل)، إحدى قرى منطقة الأفلاج التي تبعد 300 كيل جنوب الرياض، وقاعدتها (ليلى) على اسم ليلى العامرية.
* * *
مجلة التوباد
هذه المجلة رئيس كَتَبتها الأستاذ محمد بن عمر بن عقيل (أبو عبدالرحمن)، وكنت أرسلت لهم صورة للجبل، (صورتها بنفسي)؛ ليضعوها على غلاف المجلة، فلم يضعوها، بل وضعوا بدلها (شخابيط) التشكيليين.
* * *
شكرًا لهؤلاء
أشكر السائقين والمواطنين والمقيمين الذين يتقيدون بأصول السلامة وأنظمة المرور بما يأتي:
عدم السرعة والتهور، استعمال إشارات سياراتهم، عدم عكس السير، عدم إزعاج الناس بأبواق سياراتهم، عدم الخروج من مسار إلى مسار (في الشوارع ذات المسارات المتعددة) إلا بعد التأكد من خلو المسار واستعمال الإشارة، تفقد إطارات سياراتهم، عدم القيادة والنوم (السلطان الجائر) يداعبهم.. إلى آخره.
* * *
وشكرًا لهؤلاء
أشكر خطباء المساجد أيام الجُمع الذين يختصرون (إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه)، والذين إذا رأوا من يتخطى رقاب الناس ليتقدم في الصفوف الأمامية ينهونه ويأمرونه بالجلوس، كما فعل الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
* * *
وشكرًا لهؤلاء
الأئمة الذين لا يرفعون أصوات مكبرات الصوت بما يؤذي المأمومين وجيران المساجد.
* * *
وشكرًا لهؤلاء
الذين لا يكومون أحذيتهم في أبواب بيوت الله، والذين لا يتمخطون في المساجد بل خارجها، والذين لا يلصقون أرجلهم بأرجل جيرانهم إلصاقًا مزعجًا. والسلام عليكم.