يقع هذا الصرح الشامخ على تلة مرتفعة تطل على المدينة من الشرق في مكان يسميه أهل عنيزة (الصنقر) وقد تأسس هذا الصرح عام 1403هـ وافتتحه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة القصيم عام 1407 وهو يحمل اسم المربي الفاضل الاستاذ صالح بن ناصر الصالح -رحمه الله- المولود في عنيزة عام 1322هجرية وبدأ دراسته في عنيزة على يد الشيخ فهيد المفلح ثم انتقل إلى المجمعة مع والده وفيها أتم قراءة القرآن ودرس الفقه والتوحيد في أحد كتاتيبها ثم بعد وفاة والده سافر إلى الزبير وأقام عند عمه حمد بن عبدالمحسن الصالح ودرس في مدرسة النجاة الأهلية ثم أكمل دراسته في المدرسة المباركية في الكويت ثم عمل مدرسًا في المدرسة الخليفية في البحرين ودرس المحاسبة وفي أواخر عام 1347هـ عاد إلى عنيزة وطلب منه الأهالي افتتاح مدرسة خاصة حيث إن الكتاتيب تركز على تعليم القرآن الكريم فقط وكانت المدرسة تسير وفق ما تسير عليه المدارس النظامية من حيث نوع المواد مثل الرياضيات والعلوم الصحية والاجتماعية وغيرها وتقسيم الفصول ومزاولة النشاط وحينما زار الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عنيزة عام 1356هـ أقامت له مدرسة الأستاذ صالح الأهلية حفلاً ضم الكلمات والتمثيليات والمحاورات التي نالت إعجاب جلالته ومرافقيه فأمر الملك عبدالعزيز بافتتاح مدرسة بعنيزة يديرها الأستاذ صالح فتحولت مدرسته إلى مدرسة حكومية في نفس العام 1356هـ لتضم ما يزيد على (200) طالب وظل يوصل رسالته السامية ويعطيها كل وقته وجهده فكان -رحمه الله- موسوعة ومرجعًا علميًا لكافة العاملين بالمدرسة وكلما تعذر وجود مدرس قادر على تدريس مادة من المواد كان يقوم بتدريسها سواء في الوقت النظامي للمدرسة أو بعد العصر أو في الليل ثم تنقل في المناصب من مدير لمعهد المعلمين بعنيزة إلى مشرف على التعليم في عنيزة ثم أحيل للتقاعد عام 1392هـ وانتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الاثنين الموافق 13-6-1400هـ في مدينة الرياض.
إن الحديث عن هذا المعلم والمربي الفاضل يطول بما قدمه من أعمال جليلة في مجال التعليم إلا أن أهالي عنيزة لن ينسوا فضل هذا المربي الكبير ومن الوفاء له والعرفان بعطائه وجهده وبفكرة من تلميذه الوفي معالي الأستاذ عبدالله بن علي النعيم تم تأسيس هذا الصرح الشامخ الذي خلد اسمه.
إن هذا الصرح يعطي مؤشرًا صادقًا لطبيعة هذا المجتمع النبيل في المملكة العربية السعودية إعجابًا بإخلاص وتفاني أستاذنا صالح بن ناصر الصالح وتقديرًا لوفاء مجتمعنا المحلي في عنيزة لرواد العلم وعرفانًا لجهودهم وعطائهم فجاءت الترجمة الميدانية بالبدء بتنفيذ مشروع عمل صرح ثقافي اجتماعي يتفاعل مع مجتمعه من خلال فروع ونشاطات يسهر عليها جيل لا يعمل من فراغ وإنما يسترشد بخطى السلف من الرواد الأفاضل.
إن الجمعية الخيرية بعنيزة بفروعها الستة وهي:
1. مركز صالح بن صالح الثقافي.
2. مركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل الاجتماعي.
3. مركز الصالحية للتدريب والتطوير.
4. مركز الشيخ ابن سعدي للدراسات والبحوث.
5. النشاط الخيري.
6. دار الحضانة.
إن هذه الفروع تمثل أذرعة أخطبوط هذا الصرح وليزر إشعاع جاذبة لا يقتصر مداها على أهالي عنيزة، بل تعداها إلى خارجها وتهدف إلى خدمة المجتمع عن طريق الثقافة والتعليم والتدريب وتشجيع ورعاية المواهب وتنميتها وتعميق الرغبة في العمل والمعرفة ودراسة احتياجات المجتمع من البرامج الاجتماعية والثقافية وتنفيذها وفقًا للأهداف المحددة للجمعية.
ولعلي في إطلالتي هذه أعرج على أمين عام الجمعية الأستاذ الفاضل صالح بن محمد الغذامي الذي يتمتع بالحيوية وولائه وانتمائه لهذا الصرح وطموحه بأن يكون متميزًا ثقافيًا ومعلمًا خدميًا تفتخر وتعتز به مدينة عنيزة صاحب ابتسامة وأريحية وسعة صدر في حواره ومناقشاته ويتمتع بكريزما القيادة وحسن الاستقبال لزوار الجمعية، رجل لا ينتهي عمله في وقت دوامه بل يعمل جاهدًا في كل حضور ومناسبة للبحث عمّا يعزز ويطور ويثري هذا المعلم الحضاري.
ثم انتقل إلى محرك لذراع من أذرعة هذا الصرح الأستاذ الفاضل أحمد بن سليمان المنصور مدير مركز الصالحية للتدريب والتطوير وقد وفقت الجمعية بانضمامه وكسبت طاقة وقدرة لا يستهان بها في مجال الكمبيوتر وأجهزته المتعددة والضخمة ويبهرك هذا الرجل بتمكنه وفكره وقدرته الفائقة بالتعامل مع هذه الأجهزة المنظورة وإقامة دورات عليها وحفظ وتوثيق أعمال الجمعية ونشاطاتها الاجتماعية والثقافية وجميع مناسباتها التي تقيمها خلال السنة.
ثم أعرج في إطلالتي على أخ عزيز مدير فرع من فروع الجمعية الأستاذ المربي الفاضل سعد بن محمد المسمى مدير مركز صالح بن صالح الاجتماعي فله باع طويل في إثراء إدارة تعليم عنيزة بالأنشطة الثقافية والاجتماعية والمسرحية ثم انتقل إلى الجمعية ليستمر عطاؤه وحيويته ونشاطه فأشعل المركز بتمكنه وقدرته على التجديد والإبداع والجرأة والتغيير والمتابعة الجادة من دون ملل وكلل محققًا طموح وأهداف هذا المركز من إيجاد مكتبة منظمة وحيوية تضم أثمن الكتب والمخطوطات القديمة وتوثيق ما يحدث للمجتمع من أحداث بإضافة النشاط الرياضي والفنون التشكيلية ومجلس عنيزة للشعر الشعبي والمركز الصيفي للجنة شباب عنيزة واللجنة الاجتماعية وتكريم الرواد في مهرجان عنيزة الثقافي ومنتدى عنيزة الثقافي ومهما تحدثت عن هذا الرجل لا يفي ذلك بحقه وما يقوم به.
ولعلي أنهي إطلالتي بإلقاء الضوء على فرع من فروع الجمعية وهو مركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الفيصل الاجتماعي وهو يقع على طريق الملك عبدالعزيز شمال عنيزة وهو معلم وواجهة جميلة في مدخل عنيزة بمساحة تبلغ (27.500 متر مربع) وقد وفق هذا المركز بإدارة متمكنة وجادة في ولائها وانتمائها وحبها للعمل وهي مدير المركز الأستاذة والمهندسة الفاضلة ندى النزهة التي جعلت من هذا المركز خلية عمل ونشاط يوفر للمرأة جميع الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتعليمية والتدريبية والترفيهية فأصبح متنفسًا دائمًا لها وسيكون هذا المركز بإذن الله وبفضل مديرة المركز والعاملات معها مقصدًا للمرأة وعونًا لها في متابعة اهتماماتها وأنشطتها واستنفار طاقتها وتنمية مواهبها وحل مشكلاتها مما يساعد بشكل كبير في تحقيق الأهداف التنموية للمجتمع، أسأل الله القدير أن يوفق ويعين القائمين على هذه الجمعية لاستمرار عطائها وخدمتها وتنويرها للمجتمع وتحقيق الأهداف المرجوة لها... والله ولي التوفيق.