خالد بن حمد المالك
وصل صوت المواطن إلى الملك سلمان، اهتم به، وأعطاه من وقته وعاطفته وإنسانيته الكثير، وفكّر بأن يأخذ بقرارات ترضيه ففعل، وكان في هذا يسير على خطى ما اعتاد عليه مع مواطنيه منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض، وها هو -وهو ملك- يستجيب لرغباتهم، ويحقق آمالهم، ويصدر الأوامر السامية تباعاً من أجل مصلحتهم، فهو حريص على ألا يخيب آمالهم، ما حببهم به، وقربهم إليه، وجعلهم جميعاً سنده في خطواته الاقتصادية الإصلاحية.
* *
هذا هو سلمان ملك المواقف، بعزمه وحزمه وإنسانيته، لا يغيب عنه صوت المواطن دون تفعيل منه، ولا يتم التعامل مع مطالب الناس إلا بما يرضيهم، ويحقق أمانيهم، فهذه سياسته، وخلقه، وعهده، ووعده لمواطنيه، وبهذا كرّس العلاقة القوية معهم، وعمّق الشعور بالمسؤولية بينه وبين مجتمعه بكل شرائحه ومواقعه، فكانت النجاحات محسوبة ومحسومة وفق رؤية الملك وولي عهده، بما رأيناه قد تحقق في كل المسارات في فترة زمنية قصيرة.
* *
فمع رفع أسعار الوقود والكهرباء والماء وإقرار الضريبة المضافة، وغيرها من القرارات الإصلاحية لمعالجة نقص الموارد إثر انخفاض أسعار النفط، رأينا الملك يصدر أول أمس أوامره السامية لمنع تأثير ذلك على مستوى المعيشة، وعلى ما كان يتمتع به من يعمل في الدولة من مدنيين وعسكريين من وضع مادي يمكنهم من الحياة دون شعور بالتغييرات الطارئة، بإعطاء حوافز مالية لا تجعل من الخطوات الاقتصادية الإصلاحية ذات أثر سلبي عليهم.
* *
خمسون بليون ريال سوف تكلف خزينة الدولة، من خلال العلاوة السنوية، وبدل غلاء معيشة، ومكافأة للمشاركين في الصفوف الأمامية بالحد الجنوبي، ومعها ثلاثون بليون ريال تكاليف حساب المواطن - المعلومة من معالي المستشار سعود القحطاني- وذلك للتخفيف من أعباء المعيشة على المواطنين، بناءً على ما عرضه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على الملك، بما ترتب على إعادة هيكلة الاقتصاد، وقد شمل ذلك مستفيدي التقاعد والتأمينات الاجتماعية والضمان الاجتماعي، كما شملت الأوامر أن تتحمّل الدولة ضريبة القيمة المضافة على المواطنين المستفيدين من الخدمات الصحية الخاصة والتعليم الخاص، أي أن حجم هذه المبالغ تعادل 25 % من ميزانية دولة قطر.
* *
الأوامر الملكية السامية راعت ولامست كل الجوانب التي قد يتأثر منها المواطن في تحمّل أعباء معيشته في ظل قرارات زيادة الأسعار، وإقرار ضريبة القيمة المضافة، بما جعل من هذا التوازن بين رفع أسعار البنزين والماء والكهرباء، وإقرار قيمة الضريبة المضافة، وحساب المواطن أيضاً، وبين ما نصت عليه الأوامر الملكية الجديدة بوصفها الحل الأفضل لما كان يشتكي منه المواطنون، الأمر الذي لاقى أصداء واسعة من الترحيب، فكان أن أخذ المواطنون يعبرون عن رضاهم بالهاشتاق: «كلنا سلمان.. كلنا محمد».
* *
إذاً، لقد زال ما اعترى بعض المواطنين من خوف، وشعور بأن إقرار الضريبة ورفع الأسعار سوف لا تجعلهم قادرين على الوفاء بالتزاماتهم المعيشية بمثل ما كانوا عليه من قبل، إذ بهذه الأوامر الملكية تخلص المواطن ذو الدخل المحدود أو المتوسط من مخاوفه، بعد أن أصبح لديه دخل سوف يخفف من تأثير الضريبة المضافة، ورفع الأسعار على حياته المعيشية الطبيعية.
* *
لكن، وفي مقابل ذلك، فإن على المواطن مسؤولية أن يعيد النظر في مصروفاته، فلا يبالغ بالصرف، ولا يهدر أمواله بما لا ضرورة له، وأن يتجنب استخدام نقوده في أمور وأشياء ربما يكون بإمكانه تأجيلها أو صرف النظر عنها، فكما أن الحكومة أعادت تنظيم ميزانيتها وفقاً للأولويات، فعلى المواطن أن يفعل ذلك، فيؤجل كل ما يقبل التأجيل، ويتخلى عن الصرف بما لا ضرورة له من الكماليات، أو مما لا داعي له في الوقت الحاضر.