محمد آل الشيخ
تعليقاً على الأوامر الملكية التي أصدرها الملك سلمان مساء الجمعة الماضية، علق معالي المستشار في الديوان الملكي الأستاذ سعود القحطاني في تغريدة له على تويتر يقول فيها: (الدولة بأوامر اليوم ضخت 50 ملياراً ومن حساب المواطن 30 ملياراً = 80 ملياراً، مما يعني زيادة القوة الشرائية بشكل كبير، وهذا يؤدي لزيادة كبيرة بأرباح القطاع الخاص. ننتظر مبادرتكم التي عودتمونا؛ وأنتم أعلم بواجبكم الوطني ناهيك ان ارضاء موظفيكم زيادة في نجاحكم وأرباحكم).
وليس لدي أدنى شك أن التجار الوطنيين سيساهمون في هذه المبادرة الملكية الكريمة، كل حسب جهده وعطائه. كما ليس لدي شك ايضا أن الثمانين ملياراً التي ضختها الدولة، إضافة إلى مساهمات القطاع الخاص في مواجهة غلاء الأسعار، ستنعكس انعكاسا ايجابيا على حركة السوق، وارتفاع الطلب الكلي على السلع والخدمات، وستؤدي إلى انتعاش اقتصادي سيكون له إيجابيات على الوطن. والتاجر الذي لا يساهم في هذه المبادرة، ويتمنع عن مواكبتها بجهده، فيجب ألا يدعي الوطنية، وهو بهذا القدر من السلبية والتخاذل، فالوطنية عطاء وبذل وتضحية ليس بالمال فحسب، وإنما بالأرواح ايضا. والمواطن السعودي، قبل التاجر، له مواقف مشهودة برهن فيها على حبه لوطنه. ومثل هذه القضايا هي أولاً قضية (تكافل) اجتماعي، ستنعكس أول ما تنعكس على تنمية هذه الدولة وأمنها واستقرارها. والمملكة في عهد الملك سلمان تفيض نشاطاً وحيوية، فضلاً عن الحزم والحسم الذي ألجم كثيرا من الأعداء، الأمر الذي جعل لها من الأعداء والمناوئين، ما لم يكن لها لو أنها لا تواجه الأخطار مباشرة، وتسمي الأعداء بأسمائهم.
لذلك كله، فإن مساهمة التجار ورجال الأعمال في هذه المبادرة الوطنية، ستنعكس على الوطن، وعلى رخائه ورفاهيته، ناهيك عن قوته وتلاحم أفراده وأمنه واستقراره.
من جهة أخرى، فإن مبادرة الملك سلمان هي دليل جلي على أن قيادة هذه الدولة كما هو ديدنها منذ الملك عبدالعزيز وحتى الملك سلمان، هي مع المواطن، تتلمس مشاكله، وترصد ما يواجهه من تحديات معيشية، وتسعى إلى حلها، مهما ترتب على الخزينة من أموال، فطالما أنها تصرف للمواطن، فستبقى في الوطن، لتشارك في رأس المال العامل، وفي زيادة السيولة النقدية في الأسواق.
وغني عن القول إن هذه الدولة السعودية، التي يمتد عمرها لقرابة الثلاثمائة سنة، ما كانت لتبقى وتستقر وتتجذر، لولا التلاحم بين قادتها ومواطنيها؛ وقفت كالطود في وجه كثير من التغيرات والتحديات والأعاصير والأعداء، وقد حاول كثيرون الهز من استقرارها وقوتها، بكل الطرق والوسائل، طوال ثلاثة قرون، وعادوا من محاولاتهم بخفي حنين.
شكراً أيها القائد، وشكراً لولي عهدك الأمين، فأنتم منذ عرفناكم حكاماً لهذه البلاد لم تخذلوا موطنيكم قط.
إلى اللقاء.