د. خيرية السقاف
في معمعة تطبيق مستجدات التغيير في النظام الاقتصادي في البلاد كإضافات الضريبة، ورفع أسعار البترول، وإلغاء العلاوة السنوية المعتادة إلى الرواتب، ورفع قيمة الخدمات من ماء وكهرباء، وعدم قناعة الأفراد بحصة صندوق «حساب المواطن»، وما اعترى نظام وقدرة الأفراد في مواجهة معاشهم عندما تداخلت الأيام بعد تغيير تاريخ صرف الرواتب وربطه بالشهر الميلادي، ما باعد في الأيام، وحسم منها، وربك أنظمة الصرف في حياة الأفراد، وأحدث ارتباكًا في نظام الصرف الذاتي للأسر، وأثار في نفوسهم القلق، لا سيما أنهم معتادون على مواعيد رواتبهم، وتلقي الإضافة السنوية إليها، وتوافق صرفهم مع دخلهم، وثبات مواعيد اقتنائه الشهري في الشهور الهجرية، فتبدل كل شيء، ولم تأخذ التجربة مداها فإذا برفع أسعار البترول، ونزول الضرائب لسوق التحصيل، ورفع أسعار الخدمات العامة..
تلمس الأب الرحيم سلمان بن عبدالعزيز هذا القلق الذي اعترى شرائح المجتمع من كل هذا التغيير المتسارع، فالتفت بحنوه يعالج هذا القلق، فهو في وقت يسعى فيه إلى نقلة جادة في دفع الأفراد إلى إعادة هيكلة واقع تعاملهم مع الدخل، والصرف، ومع الحاجة والفائض، ومع اللازم الضروري، والهامشي الكمالي، لتغيير مسار ثقافتهم الاستهلاكية مواكبة مع متغيرات عالمية في مصادر الدخل للدول وفيها دولتنا، تحديدًا بعد الرغبة في تنمية مصادر الدخل وعدم الاقتصار على البترول، وتطلعًا لتنفيذ خطوات الانتقال التوسعي في الاعتماد على العنصر البشري في رؤية شاسعة الطموح، وبعث مصادر حديدة للطاقة، والمال، إلا أن قلق الجميع أقلقه، فبادر البارحة الأول بتوجيهاته الحكيمة أولاً بتوحيد مواعيد صرف الرواتب لتكون في يوم موحد من كل شهر ميلادي بدلاً عن الخامس من الأبراج، ثم توحيد مواعيد فواتير الخدمات لتأتي بعد صرف الرواتب بأسبوع ما يعين الأفراد في تنظيم أمورهم، وترتيب أولياتهم، وجاء الأمر الملكي بناء على ما عرضه ولي الأمر الشاب النابه، الحريص على تطوير المجتمع، ودفعه للاستقرار المستقبلي ماديًا واقتصاديًا وحضاريًا في غير غفلة باحتياجات الأفراد ليضيف علاوة شهرية إلى رواتب جميع الأفراد باختلاف وظائفهم وقطاعاتهم، والمتقاعدين منهم، ولمستفيدي الضمان الاجتماعي، لمدة عام، كذلك للعسكريين في الحد الجنوبي..
ثم تحمُّل الدولة ضريبة القيمة المضافة للتعليم والخدمات الصحية، وشراء المسكن الأول للمواطنين خلال هذا العام.
إنها مؤآزرة أبوية لا تعطل مسار الرؤية، وتأخذ في الوقت نفسه بالأفراد نحو الاطمئنان، والتعامل الواعي مع استشرافات المستقبل.
حيا الله هذا القائد، الرب الحكيم، والأب الرحيم. وحيا ولي عهده الطموح.