نوف بنت عبدالله الحسين
لون الطهر... يتدلى من الفل والياسمين... ومن عبق الحياة... تحاك بالأبيض أجمل خمار وأجمل فستان... فتبدأ قصة العمر من بياض الفستان... وسط دعوات الأمهات وتبريكات الآباء.... يأتي الأبيض ناصعاً في القلوب... يتهادى كزهرة بيضاء تسر الناظرين... فيكون الأبيض هو رمز النقاء والفرح... هو لون البهجة والرقة... وهو لون الحياة....
وهناك قلوب كحمامة بيضاء... مليئة بالسلام... تحب الخير كثيراً.. وتعطي أكثر مما تأخذ... قلوب ناصعة البياض... تهدي البياض في أجمل صورة... قلوب تحضن الفرح وتختزل الآلام... برّاقة وزكية ولطيفة....
كبياض العين يحتضن سواده... فيبرز لونه واتساعه... كبياض أسنان توارت خلف ابتسامة خجلى... ذلك البياض الذي وجد ليكون جميلاً... حتى ولو اختلط بياض شعر بسواده... يظل شاهداً على عمق التجربة وتأصيل الحكمة... فللأبيض منا ألف تحية وألف سلام....
أليس الأبيض ظاهرة فيزيائية تأتي من الضوء لتتحلل إلى عدة ألوان... تبرهن بذلك مدى اتساعها واحتوائها لكل الألوان؟... أتكون حقاً أم الألوان والحاضنة لتدرجاتها؟... أليس الأبيض رفيق التشكيليين في مصاحبتهم أثناء ريشة ولوحة... فيدخل الأبيض كنور في مشكاة اللوحة... ليبرز مكامن النور ويدارى خلف الظل؟...
هو لون السكينة والهدوء والحيادية.... لون التأمل بأن الحياة أجمل بالبياض وإن كثرت الملوّنات... لون التوازن والاتزان... لون المساندة والدعم....
فالأبيض مسالم جداً..... كتوم على الألم ولا يظهر إلا الفرح... حتى حزنه هادئ وفرحه طاغٍ... الأبيض صفاء روح وقداسة شعور... لون البراءة والطفولة ...
فلنفتش عنه داخلنا... لنخرج بياضنا للملأ... كفانا سوداوية... فالحياة أجمل بالأبيض....