حمّاد السالمي
* تعرضت المنطقة العربية على مدى أربعة عقود؛ لكثير من القلاقل والمشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. تُوج كل هذا بفتن عصفت بكل بلد عربي على حدة تحت عنوان: (الربيع العربي)، فلم تسلم منها إلا بلدان عربية قليلة. كانت إيران الخمينية حاضرة في كل مشهد تخريبي وتدميري بمالها، وإعلامها، وسلاحها، وأيدلوجيتها، وحتى رجالها. ظلت إيران طيلة هذه السنوات العجاف، تُمذهب، وتخرب، وتشتري ذمم ضعاف الذمم، حتى أصبح لها أذناب وأتباع وعبيد من أصلاب العرب.. العرب الذين كانوا فيما مضى من تاريخهم، أسيادًا لا عبيدًا، وأحرارًا لا رقيقًا، وذوي مفاخر لا مباخر..! لم تجد إيران الخمينية صعوبة في استقطاب أشباه عرب؛ في العراق، وسورية، ولبنان، واليمن، وغزة، وقطر، وفي بلدان عربية أخرى، ينفذون سياستها القائمة على التفتيت والتخريب في بلدانهم، ليصبح وجودها مشروعًا في بلدان خربة ومفتتة وضعيفة تابعة لها.
* دأب الملالي المعممون منذ قيام الجمهورية الخمينية في إيران؛ على رفع شعارات تضليلية لخداع الداخل وإيهام الخارج. (الشيطان الأكبر).. الذي تمثله أمريكا كما يدّعون؛ هو المآتة التي استخدمت لتخدير الداخل الإيراني، ومن ثم لتصدير الثورة الخمينية إلى الجوار العربي، لتفتيته وتقسيمه، ولتحقيق حلم الانتصار على العرب. العرب الذين مرغوا أنوف أجدادهم الفرس في معركة القادسية عام (15 هـ 636م)، ثم فرض السيطرة الفارسية عليه. هذا الحلم الخميني؛ خدّر الشارع الإيراني على ما يبدو ثماني وثلاثين سنة، إلى أن تحرك مارد الجوع في أكثر من ثمانين مليون إيراني. هذه الملايين الجائعة؛ لم تعد قادرة على الانتظار أكثر من هذا، فليس لديها المزيد من الصبر على القهر والجوع والعزلة، التي تفرضها حكومتهم عليها؛ منذ رحيل الشاه وقيام الجمهورية الإسلامية المزيفة.
* البحث عن الشيطان الأكبر ومطاردته وهزيمته؛ كان هذا هو الشاغل الأكبر للحكومات الإيرانية الخمينية. ظلت تبحث عنه في العراق، وفي سورية، وفي لبنان، وفي اليمن، وفي البحرين، وفي غزة.. وفي كل قطر عربي، حتى وجدت شياطين شبيهين به، ولكنهم مصادقين وموالين لطهران..! لم يخطر على بال هذه الحكومات الإيرانية المتعاقبة، أن الشيطان الأكبر هو في تل أبيب، أو هو في معقله في واشنطن؛ فيسيرون إليه مباشرة دون عناء، تحت راياتهم السود مرددين: (الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل). حينها.. لو اهتدوا إلى هذا الطريق الواضح السليم، لوجدوا من ينضم إلى حملاتهم المباركة من جيرانهم العرب، الذين احتلت إسرائيل أرضهم، وباركت واشنطن القدس عاصمة لدولتهم، وليس تدمير وتخريب وقتل الأبرياء في بلدانهم؛ على أيدي مليشيات إيران المأجورة، وسلاح إيران المدمر.
* كثير من المتابعين ربما؛ لم يدر بخلدهم قبل اليوم؛ أن ملايين الجياع من الشعوب الإيرانية التي تشكل فسيفساؤها الاجتماعية، من فرس، وكرد، وبلوش، وأذربيجان، وأزبك، وعرب، وغيرهم.. سوف يتمردون على صمتهم وقهرهم وذلهم الذي طال، فيثورون ضد حكومة تتلذذ بجوعهم، وتستهين بقوتهم، فتنهب خيراتهم وأموالهم، لتمويل الأذناب المأجورين في حزب اللات في لبنان، وأنصار الشيطان في اليمن، وتجار (الكضية) في غزة، ومليشيات قاسم سليماني في العراق وسورية.
* ما إن اشتعل فتيل الربيع الإيراني في شوارع طهران وعشرات المدن الكبيرة؛ حتى ظهر (الشيطان الأكبر) في سماء إيران..! استحضر حكام طهران هذه المآتة من جديد، لتسبيب وتأثيم الحراك الاجتماعي الشعبي، الذي اندفع مدافعاً عن حقه في العيش بحرية وكرامة في وطنه المستلب، وليس ضد عدو افتراضي من الخارج. إن عدو الشعب الإيراني هو الحكم الإيراني داخل حدوده، ومع ذلك يصر هذا الحاكم المستبد؛ على تصدير الحالة، وتحميل الشعار القديم الجديد مسؤولية ما يجري ضده من شعبه.
* لقد جاء الوقت الذي يدفع فيه القتلة ثمن جرائمهم من قتل وتشريد وتخريب، ليس في الداخل الإيراني فقط؛ ولكن حتى في الجوار العربي، الذي لا ذنب له إلا أنه في جوار جغرافي لدولة مارقة، تتخذ من التدخل في شئون الدول الأخرى، ومن إذكاء الطائفية وإشعال الحروب، وسيلة لبقائها أطول وقت ممكن. الشعب الإيراني هو القاضي والجلاد لحكام طهران الذي تجبروا وطغوا في البلاد، فنشروا فيها الفساد، وأفتنوا العباد، والدور القادم هو على أتباعهم وأذنابهم من أشباه العرب، الذين تفرسوا، فباعوا بلادهم، وباعوا أنفسهم رخيصة للفرس. لن ينجو أحد من العقاب في الزمن القادم.
* خطاب الثورة الإيرانية ومعارضتها اليوم؛ ليس هو خطابها في العام 2009م. خطاب اليوم واضح صريح ومتطور، وهو إسقاط حكومة الملالي الفاسدة، ووقف التدخل في شئون الدول الأخرى، وتوفير المال الإيراني الممول للإرهاب والمليشيات العميلة في البلدان العربية، وإجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية، توفر الحرية والعيش الرغيد للإيرانيين.
* الشعب الإيراني يقود ثورة القِصاص من القتلة وداعمي الإرهاب في بلداننا العربية. واجبنا نحن العرب اليوم؛ دعم هذه الثورة، التي تقتص لنا أولاً من أعدائنا الحقيقيين في المنطقة.