الحمد لله على قضائه وقدره فقضى وقدّر، له ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده في كتاب.. كم هي اللحظات الحزينة التي تعاودنا في هذه الدنيا.. فنحمد الله على كل حال.. أفراحاً وأحزاناً وآمالاً وآلاماً.. كم من راحل بيننا فهم السابقون.. ونحن اللاحقون.. حقيقة من الصعب أن أعبّر عما يجول في خاطري من إحساس عبر الكتابة عندما نفقد عزيزاً أوغالياً، ففي يوم الاثنين 9 من شوال 1438هـ رحل عن دنيانا أخ فاضل ابن بار من أبناء بلدة النخلات البررة باراً بوالديه وعمه منذ صغره حتى رحلا عن هذه الدنيا- رحمهم الله جميعاً- وباراً بزوجة عمه- أطال الله في عمرها- على حسن حال وعملاً صالحاً.. جزاه الله خير الجزاء.. رحل بعد معاناته مع المرض.. أسأل الله ألا يحرمه الخير.. وأن يكتب له الأجر على ما عانى من الآلام.. فالحمد لله على كل حال.. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن.. ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} كم نحزن وكم نحزن على فراقهم.. ولكن هو القدر شئنا أم أبينا - الكل منا راحل.. ولا يبقى إلا وجه ربك الأعلى.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}.. أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يقبله ويجعله ممن أتى الله بقلب سليم.. مرت لحظات حزينة على كل من فقده من أهله.. وأحبة.. وزملاء، الكل يبكيك يا الغالي حزناً.. وبكتك بلدة النخلات مسقط رأسك.. كثبانها.. رمالها.. نخيلها.. أهاليها.. شيباً.. وشبانا.. ونساءً.. وأطفالاً.. وعمالاً.. الكل لك في قلبه نصيب من الحب العامر والبر والإحسان.. لحظات عصيبة عاشها الجميع يحيطها الحزن والآلام.. رحلت.. أيها الطاهر عن هذه الدنيا الفانية واصلت إلى دار البقاء والنعيم الدائم بإذن الله تعالى..
فقد ودعت النخلات وأهاليها ابناً باراً.. وفياً.. عزيزاً.. طيب النفس.. إنه الأخ عبدالله بن عبدالرحمن المحيميد.. عرفه الجميع منذ صغره بأخلاقه العالية النبيلة فلم يسمع الجميع منه يوماً قط كلمة سوء أو تعاملاً غليظاً بل كان يستقبل الجميع بالبشر والسماحة والكلمة الطيبة.. رحم الله أبو سليمان وأسكنه فسيح جناته أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل ما أصابه تكفيراً لذنوبه.. وأن يرزقه الجنة وأن يبدله داراً خيراً من داره.. وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يؤنس وحشته.. رحل أبو سليمان عن هذه الدنيا الفانية.. وبقي ذكره العطر.. أسأل الله الكريم أن يتجاوز عنه.. ويغفر ذنبه.. ويتقبله مع الشهداء.. إنه على ذلك قدير.. وعزائي لأسرة المحيميد جميعاً وأخص بالعزاء.. أخاه.. صالح بن عبدالرحمن المحيميد أمد الله في عمره.. على طاعته.. وأقول رزقكم الله الصبر والاحتساب والسلوان.. فمن الكريم وإلى الكريم وأحسن الله عزاءكم أبا عبدالله في مصابكم جميعاً.. وعزائي لزوجاته.. وأبناء أخيه وبناته وأقول لهم أنتم الخلف لخير سلف.. وعزائي لزوجة عمه أطال الله في عمرها على طاعته وأبنائه وبناتها فالحمد لله على قضائه وقدره.
والحمد لله على كل حال.
** **
- منيرة صالح المحيميد