المملكة العربية السعودية بلدنا المعطاء، هو بلد العز والتمكين، والمجد والرفعة وتطبيق أحكام وشرائع الدين، بلد شامخ قام على التوحيد ومعالم الإسلام القويم.
بلد وقف للحق يوم أن أدبر الخائفون للحق ظهورهم، وصدح بحب الإسلام ونصرته يوم أن تفنن السقطة بكثرة كلامهم، وثار الثرثارون فكثرت سقطات لسانهم.
قامت حكومة المملكة - أعزها الله بقوته وعزته - على خدمة الحرمين الشريفين، وخدمة قاصديهما من الحجاج والعمار والزوار، وسخرت لهم سبل الراحة والأمان والطمأنينة ورغد العيش، ورعتهم حق الرعاية وذللت أمامهم كل الصعاب، واستقبلتهم أحسن استقبال، وودعتهم خير وداع بالهدايا والورود والابتسامة العريضة.
قامت حكومتنا - أيّدها الله بتأييده - بإنفاق المليارات من الريالات في سبيل خدمة الإسلام وأهله، فقامت بتوسعة الحرمين على مر عهود حكامها، وطباعة كتاب الله، وتوزيع الملايين من النسخ الفاخرة لجميع المسلمين في أنحاء المعمورة، وأرسلت الدعاة والعلماء وطلبة العلم للبلاد الإسلامية لنشر العقيدة الصحيحة وتعليمهم أحكام الإسلام، وسهلت مهام المسلمين في ديارها، ورعتهم حق الرعاية فأحسنت الرفادة والسقاية، وهي فوق ذلك تعتبر ذلك واجباً عليها، يحتم عليها ذلك أخوة الدين.
المملكة وطني الذي عشت في ظلال نعيمه، وترعرعت وكبرت بفضل من الله ثم بخيراته، يحكمه آل سعود حنكة وسياسة، وملكنا وولي أمرنا سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه وسدَّد على الخير خطاه - يبذل الغالي والنفيس لشعبه الوفي، ويهتم لأمر المسلمين في كل مكان، فيقف في صف المضطهدين من المسلمين، ويمد يد العون للمعوزين المشردين، ويأمر بعلاج المرضى المحتاجين، ويتابع أرضاً وجواً إخوانه الحجاج والمعتمرين.
المملكة البلاد التي لا تزال تسعى جاهدة لنشر الخير والسلام في أراضي المسلمين، وتنصر شعوب العالم العربي والإسلامي مادياً ومعنوياً، فدعمت بمالها وجاهها وسياستها واقتصادها ومكانتها الإسلامية والعالمية، وما زالت تدعم لتصلح بين الشعوب وبين المتخاصمين، لا تنتظر مدحاً من أحد، بل تفعله اعتقاداً منها أنه واجب عليها، مع كثرة النقد من المتربصين والأعداء المخذّلين، ومع ذلك لا تسلم من خيانة الخائنين، وحقد الحاقدين، وتربص الأعداء الماكرين.
المملكة هي دولة التوحيد ودولة الدعوة السلفية، ودولة ميراث النبوة، ودولة مهبط الوحي ومنارة السلفية والسنة، دولة توقر العلماء، وتوليهم اهتمامها، وتنزلهم منازلهم، وتهيئ لهم سبل الدعوة إلى الله، فمن أراد أن يتعرَّف على المملكة العربية السعودية ويعرف منهجها فليدخلها من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ليرى الإسلام والتوحيد والشريعة والسنة كيف يتم تطبيقها، فهي قائمة على تطبيق الشريعة والتوحيد والسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وخدمة ضيوف الرحمن، فوقفت كالحكيم أمام كلام الساقطين، وصمتت بحنكة ودراية أمام ترهات الرعاء السخيفين، وفي كل يوم تثبت للعالم عزها ومكانتها، وتبرهن للعالم موقفها بتوفيق من الله، فنصرت القضية الفلسطينية بالرأي والمال والمعونة النفسية والمادية.
المملكة بلد أعزه الله بالتوحيد والسنة، فعمت بسبب ذلك الخيرات، وتنزلت البركات، وعم الأمن والأمان، واجتمعت كلمة الراعي والرعية على الحق والهدى، وكل ذلك بفضل من الله وحده، ثم بتطبيق الكتاب والسنة، ونشر العدل بين أفراد المجتمع.
فيا أيها المطبلون، ويا أيها الحاقدون، لتعلموا أنكم بحربكم لهذه البلاد المباركة فإنكم تحاربون الإسلام والسنة، فاحذروا عقاب الله، فإن عقاب الله شديد.
وأنتم أيها المواطنون، لا تغرنّكم الشعارات البرّاقة التي تحاول أن تفرّق بينكم وبين ولاة أمركم، وذلك بنشر الشائعات والأراجيف التي ما أنزل الله بها من سلطان، فاحذروا من هذه الشائعات، ولا تنشروها، ولا تتداولوها، واعلموا أنها من صنيع أعدائكم وأعداء الدين والوطن، فكونوا يداً واحدةً وصفاً واحداً مع ولاة أمركم، دافعوا عن دينكم ووطنكم ومقدساتكم وولاة أمركم، وكونوا حصناً حصيناً ودرعاً متيناً بأقلامكم وأفواهكم وأفعالكم ضد كل من تسوِّل له نفسه المساس بدينكم ووطنكم وولاة أمركم.