هذي المدينةُ؟ قالوا: طيبةٌ فسَمتْ
بالطِّيبِ لمَّا أوتْ قلبي إلى قِمَمِ
قالوا: وقالوا: وقالوا: إنَّما عجزوا
عن وصْفِها وتناهى عاجزاً كلِمِي
مدينةُ الحبِّ قلْ: والطِّيبِ قلْ: فخَرَتْ
بالخير قلْ: - دائماً- والعزِّ والشَّمَمِ
بدا الضِّياءُ فسارتْ نحوَه شغفاً
فأجْزلتْ حين وافاها بلا سَأمِ
غنّتْ لطلْعَتِهِ بشَّتْ لِمقْدمِهِ
وأغدقتْ صحْبَه الأسمى من الكَرمِ
علا بها البذلُ والإيثارُ ما سمقا
إلاَّ بها وبها فاقتْ خُطى الرَّحِمِ
كلُّ المدائنِ أقزامٌ إذا ذُكِرتْ
وكلُّها تحني للسّيدِ العَلَمِ
وكيف لا وهوَ مذْ ذاع الهدى سعدتْ
بهِ الحياةُ وسار الظُّلمُ للعدَمِ!
سرى به العدلُ حيَّاً ، لم يمتْ أبداً
فزرْ ترَ العدلَ لمْ يخنعْ ولمْ ينمِ
في حضرةِ المصطفى كلُّ الأنام [سوا]
فلمْ يُقدَّمْ سعوديٌّ على [عجمِي]!
وكلُّهم خاشعٌ للهِ مُحتسباً
قدْرَ المقامِ، يجافي هفوةَ الَّلمَمِ
وقفتُ أرجو سلاماً قبل من قدِموا
فقيل قفْ خلفَ من جاءوا.. ولا تلُمِ
النَّاسُ ثمَّ سواسٍ .. ثمَّ؟ فابتهجتْ
نفسي.. وقفتُ بلا عِتْبٍ ولا ندمِ
وقلتُ: قدْ يحضرُ التَّمييزُ حين يُرى
عجزٌ ولستُ -إذاً- بالعاجزِ الهَرمِ
ما أجمل العدلَ ما أنقاه مكتملاً
يا قاصدين –سلاماً- سيِّدَ الأمَمِ!
لو يعرفُ الناسُ خيرَ العدلِ ما ظلَموا
ولا ترفَّعَ أسيادٌ على خدَمِ
به الحياةُ سلامٌ و[الجفا] عدمٌ
والحبُّ منتشرٌ والشرُّ لم يَقَمِ
يا سيَّدَ الخلقِ عذراً إنْ نأى بشرٌ
عن القويم فهاجَ الشرُّ كالعَرِمِ
..تناحرٌ بين جلِّ الناسِ ما سلمتْ
مدينةٌ منه أو طابت بحقنِ دمِ
جُنَّ الأنامُ بتضخيم الذواتِ، مضتْ
أهواؤهم ألفُ تقسيمٍ لمنقسمِ
إمَّا لحقدٍ وإمِّا للفسادِ إذا
لسُلْطةٍ لم تقمْ أطماعُ مُنتقمِ
يا سيّدَ الخلقِ إلاَّ طيبةٌ سلمتْ
من المكائدِ والأحقادِ والإحَنِ
بطيبةٍ كلُّ شيءٍ آمنٌ وفمٌ
زكا بطيبٍ فلم يفْحشْ ككلِّ فمِ
هو الجُوارُ سما بالساكنين مدى
به تزكُّوا ليُبْدوا أفضلَ القِيَمِ
لا بارك الله في غدرٍ يريدُ بها
شرَّاً وآتٍ لزورٍ غير مُحترمِ
أتيتُ لله والأوزارُ تثقلني
يا رازقي وأداوي الهمَّ بالألمِ
توسلاً أرتجي، يا خالقي أملي
غفرُ الذنوبِ وزوْلُ الهمِّ والسَّقمِ
من لي سوى الله يُخفي آهتي وبه
تُمحى ذنوبي وأرجو جنَّةُ النِّعَمِ
* * *
مولايَ والمصطفى في يثربٍ وَلَعٌ
للزائرين احمها من كلِّ مُجْترِمِ
وصلِّ ربي على المختار ما سجعتْ
حمامةٌ ومشى زاكٍ إلى الحَرَمِ
... ... ...
الهامش
1 - زرتُ المسجد النبوي للسَّلام على سيد الخلق محمد بن عبدالله فوجدتُ الناس في السلام عليه والتوسل بالأيمان به سواءً، لم يُقدَّمْ إنسان على إنسان، بل يجب أن تلتزم كلُّ مجموعةٍ في الرَّوضة ثم السلام عليه بالوقت المحدد ثم تغادر بكل أدب وسمو خُلُق فكان لهذا السمو قصيدتي هذه.
** **
شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور 1439/1/30هـ
dammasmm@gmail.com