ما لي وما للشيب ما لي؟
ما زلتُ في عُمْر الهلالِ
ما زلتُ في أياميَ ال
أولى وفي عهد اخضلالي
لمَ ضاءَ فيَّ وشمسُ عم
ري لم تصلْ حَدَّ الزوالِ؟!
أنا لستُ محتاجًا إلي
هِ كي يضيء دجى قَذالي
بعض الدجى أنسٌ وبع
ض الضوء يَهدي للوبالِ
أنا في صباحات الزما
ن ولست منه في الليالي
ما زلتُ ألهو في ضحى
عمري بآمالي الغوالي
لم تكتمل لي الأمنيا
تُ! وهل لهنّ من اكتمالِ؟
يا شَعْرتي البيضاءَ، عف
وًا أطفئي وهجَ الذُّبالِ
لا تُشعلي بي من ضيا
ئكِ قبسةً حسبي اشتعالي
لي من طموحي طائرٌ
يرتاد بي بين المعالي
ما ضمَّ في يومٍ جنا
حَيْهِ لعجزٍ أو مَلالِ
تنثال أيامي، وآ
مالي كذلك في انثيالِ
وعلى المدى تمتدُّ أو
جاعي وينحسر احتمالي
يا رَبَّةَ الستينَ لِمْ
عاجلتِني زمنَ اكتهالي؟!
وحططتِ رحلكِ - دون أن
تستأذنيني- في رحالي!
أضجرتِ مني في الحيا
ةِ؟ لذا عجلتِ إلى ارتحالي
لما أصلْ للأربعي
نَ على خُطا عمري العِجالِ
عجبًا فكيف بلغتِني
وخُطاكِ بادية الهُزالِ؟!
من أين جئتِ؟ وكيف جُبْ
تِ مسافةَ الحِجج الطِّوالِ؟
بالله كيف وصلتِ أن
تِ؟حُرِمتِ من أجر الوصالِ
هلاّ لزمتِ مَداكِ لم
تتجاوزيهِ إلى مجالي
بيضاءُ لكن - في الحقي
قة - أنتِ سوداء الفَعالِ
قالت تعلّلني ولم
تزد الفؤادَ سوى اعتلالِ:
أوما رأيتَ البرقَ يو
مض جانبَ السحب الثقالِ؟
وإذا بدا منه السنا
جادت بسكبٍ وانهمالِ
فكذلك الشَّعَراتُ تو
مض حول أصداغ الرجالِ
من فرط ما يتحمّلو
نَ ترى المشيبَ بهم يُلالي
فلطالما وخطَ المشي
بُ شبابَهم غِبَّ انفعالِ
إن الرجالَ أولو الحما
سةِ، ما همُ بأولي الدَّلالِ
يا شَعْرتي البيضا، دعي
كِ من الخداع والاحتيالِ
قد خِفتُ منكِ وأنت وح
دكِ! لو نسلتِ فكيف حالي؟
حتى وإن علّلتِني
وكسوتِني حُللَ الجلالِ
أو لو صَبَبْتِ زُلالَ رَدّ
كِ وانطفا منه سؤالي
لا تؤمني إن قلتُ: إن
ي باشتعالكِ لا أبالي
** **
- شعر/ فهد العبودي