هالة الناصر
قبل عدة أيام عارض ثمانية عشر عضوًا من أعضاء مجلس الشورى قرارًا أو مقترحًا بإسقاط مديونية القرض العقاري عن جنودنا البواسل المرابطين في الحد الجنوبي. ولم يكن الرفض مفاجئًا لنا لكثرة ما اعتدنا عليه من مفاجآت مجلس الشورى لنا ببعض القرارات والنقاشات، وحتى لا نكون مجحفين بحق أعضاء مجلس الشورى فالكثير منهم قام بأدوار عظيمة وخدم بلاده في ميادين الشرف ما مكنه وجعله أهلا ومستحقًا ليمثل حماية مصالح المجتمع في مجلس الشورى، كما أن مجلس الشورى قد ساهم في تحقيق الكثير من الإنجازات وقام بأدوار كبيرة في مسيرة دفع عجلة التنمية السعودي ومنح الكثير من الحقوق لصالح المواطن وساهم في تعديل وتصحيح الكثير من المسارات الخاطئة، ولكن عذر أعضاء مجلس الشورى الثمانية عشر في رفض إسقاط مديونية البنك العقاري عن مرابطي الحد الجنوبي لم يكن مقنعًا للكثير من المواطنين، حيث كان عذرهم ببساطة حتى لا ينكسر قلب زملائهم من المرابطين الذين قاموا بتسديد المديونية، ومن باب الحرص على مشاعر الذين لا تشملهم المكرمة الكريمة، وهذا العذر رغم أنه عذر سمين لكنه لا يغني من جوع، لأن من قاموا بتسديد القروض لم يكونوا في أوضاع اقتصادية صعبة مثل هذه الأيام ولم يتركوا أهلهم وذويهم ويذهبوا في حرب دفاعًا عن حدنا الجنوبي، كما أن الذين لم يستطيعوا تسديد القرض العقاري من الجنود المرابطين لم يتأخروا إلا من باب ضعف حالتهم المادية وعدم قدرتهم على السداد ليست بيدهم، ولن تجد جنديًا يشعر بضيق أو حزن إن تم تسديد دين زميله الذي يعاني من الديون وليست هناك أثقل على كاهل الإنسان من الدين، فما بالك بجندي يحارب دفاعًا عنا ليل ونهار، تسديد قروض البنك العقاري أو بقية ديون جنودنا البواسل لن يشعر معها أحد إلا بالفرح لأن هؤلاء هم الأحق بالدعم والمساندة من غيرهم.